اجتماع مصيري.. حكومة نتنياهو أمام مفترق طرق احتلال غزة أم العودة إلى المسار السياسي؟

الحرب في غزة
الحرب في غزة

من المقرر أن تعقد الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، اجتماعًا غدًا الثلاثاء في القدس، حيث سوف تناقش قضايا جوهرية تحمل أبعادًا مصيرية، ويتصدر جدول الأعمال ملفان رئيسيان: الأول يتمثل في خطة الجيش الإسرائيلي لشن عملية واسعة لاحتلال مدينة غزة، أما الثاني فيتعلق ببحث إمكانية العودة إلى المسار السياسي وإحياء المفاوضات بهدف التوصل إلى صفقة شاملة تشمل قضية الأسرى ووضع نهاية للحرب الدائرة في القطاع.

غياب المفاوضات النشطة

في الوقت الراهن، لا توجد أي مفاوضات فعلية قائمة بين الأطراف، غير أن مصادر سياسية في تل أبيب رجحت أن يتم تحديد مكان جديد لانطلاق المحادثات خلال يومين أو ثلاثة. 

ومن الممكن أن يحسم القرار بهذا الخصوص خلال الساعات المقبلة، والمثير في الأمر أن الجولة المقبلة لن تُعقد في قطر أو مصر كما كان معتادًا، بل في مدينة أخرى تقع إما في أوروبا أو في إحدى دول الخليج. 

تهدف هذه الخطوة إلى فك الارتباط مع الجولات السابقة وفتح صفحة جديدة، تتركز حول مفاوضات حقيقية بشأن إنهاء الحرب بشكل كامل وضمان عودة جميع الأسرى الإسرائيليين.

ملامح الفريق التفاوضي الإسرائيلي

سوف يكن قرار تشكيل فريق المفاوضات بيد رئيس الوزراء نتنياهو بعد الاتفاق على مكان اللقاء المرتقب، وتشير التقديرات الصحفية، وخصوصًا ما أوردته صحيفة معاريف الإسرائيلية، إلى أن التشكيلة ستشمل الأعضاء الذين شاركوا في الجولات السابقة، مع إمكانية إدخال عناصر جديدة لتعزيز الموقف الإسرائيلي وفق متطلبات المرحلة.

نحو "اتفاق شامل" لا جزئي

القضية الجوهرية التي تفرض نفسها على طاولة النقاش هي طبيعة الاتفاق المرتقب، ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن جميع الأطراف باتت متفقة على أن أي مفاوضات يجب أن تركز على صياغة "اتفاق شامل" ينهي الحرب بشكل كامل ويؤدي إلى الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، بدلًا من سيناريوهات جزئية كتلك التي تضمنها مخطط ويتكوف، الذي كان يقوم على إطلاق سراح بعض الرهائن بشكل تدريجي مقابل خطوات ميدانية محدودة.

الموقف الأمريكي وتغير المعادلة

تكشف المعطيات الأخيرة عن تحول في الموقف الأمريكي؛ فواشنطن تراجعت عن دعمها السابق لخطة ويتكوف الجزئية، وأعلنت تأييدها لخيار المفاوضات الواسعة التي تتناول شروط إنهاء الحرب من جذورها، إلى جانب ملف الأسرى، وهذا التحول قد يغير مسار المفاوضات ويدفع الأطراف إلى التوجه نحو حل أكثر شمولية.

ضغوط متزايدة على حماس

على الرغم من أن إسرائيل لم تتلقى حتى الآن أي إشارة رسمية من الوسطاء تفيد باستعداد حركة حماس للانخراط في مفاوضات من أجل اتفاق شامل، إلا أن هناك توافقًا بين الوسطاء الرئيسيين، ومنهم الولايات المتحدة وقطر ومصر، على أن حماس تعيش تحت وطأة ضغوط كبيرة. 

ويرجح أن يدفعها التهديد الجدي بشن عملية برية واسعة للجيش الإسرائيلي داخل مدينة غزة إلى إعادة النظر في موقفها، وربما الدخول في مفاوضات حقيقية لإنهاء الحرب، بدلًا من الاكتفاء بخطوات جزئية أو حلول مؤقتة.

 

وكالة معا الاخبارية