في ظل التصعيد العسكري المستمر في الضفة الغربية، كشفت مصادر سياسية إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ناقش خلال اجتماع لمنتدى وزاري مصغر، إمكانية فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية.
وقد ضم هذا الاجتماع شخصيات بارزة في الحكومة، من بينهم وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بالإضافة إلى وزير الخارجية جدعون ساعر، وهو ما يعكس جدية الحكومة الإسرائيلية في الدفع نحو هذه الخطوة.
دعم من بعض الوزراء لتسريع الخطة
ووفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن الوزير رون ديرمر أبدى تأييداً قوياً لفكرة فرض السيادة، بل دعا إلى تنفيذها في غضون أسابيع قليلة، وأوضحت المصادر أن النقاشات داخل المنتدى الوزاري تركزت على ضرورة فرض السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية قبل أن تبدأ بعض الدول بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وهو ما تعتبره الحكومة الإسرائيلية تهديداً مباشراً لأجندتها السياسية.
الموقف الفلسطيني
من الجانب الفلسطيني، أصدرت الرئاسة الفلسطينية بياناً حذرت فيه من أن ما تقوم به إسرائيل يمثل تصعيداً خطيراً قد يقود إلى انفجار واسع في الأراضي الفلسطينية، ودعت القيادة الفلسطينية الإدارة الأميركية إلى التدخل السريع لوقف ما وصفته بـ"جرائم الاحتلال"، معتبرة أن هذه السياسات تهدف بشكل مباشر إلى دفع الفلسطينيين نحو الهجرة القسرية وفرض واقع جديد على الأرض.
عمليات اقتحام واعتقالات واسعة
تعكس التطورات على الأرض خطورة هذه السياسات، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية عدداً من المدن الفلسطينية في الضفة، من بينها رام الله والخليل ونابلس وبيت لحم وقلقيلية.
وأسفرت هذه الاقتحامات عن اعتقالات جماعية لعشرات الفلسطينيين إضافة إلى تدمير منازل وبنية تحتية وترك آثار واسعة من الخراب في الشوارع والأحياء السكنية.
أرقام صادمة منذ اندلاع حرب غزة
وتشير البيانات الفلسطينية إلى أن الوضع في الضفة الغربية ازداد سوءاً منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، فقد شهدت الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تصاعداً غير مسبوق في اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، حيث قتل ما لا يقل عن 1016 فلسطينياً وأصيب نحو 7000 آخرين بجروح متفاوتة، بينما تجاوز عدد المعتقلين 18 ألف فلسطيني.
تكشف هذه الأرقام وفق الفلسطينيين، حجم المأساة المتفاقمة والضغوط الميدانية الهائلة التي يتعرض لها السكان.