صحفيو غزة ينظمون وقفة تنديداً بجرائم الاحتلال المستمرة بحق الصحفيين

الطفلة مريم إبراهيم
الطفلة مريم إبراهيم

غزة - مرح الوادية

تحت الإبادة، حيث يُطحن أطفال غزة منذ قرابة عامين تحت صواريخ الموت الإسرائيلية، تسأل طفلة وهي تصرخ من شدة الألم: "لماذا حرموني طفولتي؟ والله لم أفعل شيئًا.. لم أؤذ أحدًا، ما ذنبي ليحدث بي هكذا؟"، وأسئلة الأطفال هنا لا "عاقل" في هذا العالم يستطيع الإجابة عليها.

اسمها مريم إبراهيم، وعمرها 12 عامًا، أصيبت بشظية صاروخ استهدف منزلًا مجاورًا لمنزلها في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، في يوم جمعة، وأثناء وقت استحمامٍ ظنّت أنه الأحلى، إذ توفر الماء وجلبت أمها "الشامبو" بعد انقطاعه في الأسواق بجهد كبير لأجل أن تنظف شعرها وتسرحه كما تمنت.

بدا رأسها متضخمًا، لم يعد شعرها ينبت مجددًا، فإصابتها استهدفت الدماغ، وشظية أخرى ضربت الرأس فكسرت جمجمتها، ما أجبر الأطباء على إزالة العظمة الأمامية في الجهة اليسرى، فتغير شكل رأسها الطبيعي إثر سلسلة من العمليات الجراحية التي خضعت لها.

تقول الطفلة إنها "كانت جميلة جدًا قبل الإصابة"، لكنها أصبحت اليوم "غريبة الشكل" بنظر كل الأصدقاء من حولها. تخبرنا بحرقة: "يسخر بعض الأطفال ويتنمرون على شكلي على سبيل المزاح ولا يعرفون أثر الأمر علي".

تعيش مريم في معاناة شديدة منذ شهرين، آثار إصابة يتبعها آلام حادة لا تفارقها، وتتمثل بالصداع المتواصل، والتشنجات، والحرارة المرتفعة، وسوء التغذية الذي يزيد من ضعفها. تصمت قبل أن تعود لتذكر كل من حولها قائلة: "كنت جميلة جدًا قبل الإصابة، لكن الاحتلال خرّب رأسي وهشمه".

في القطاع، لم تعد أحلام الأطفال بأن يصبحوا شيئًا في هذه الحياة، صاروا يتمنون النجاة، يشتهون لقمة تشبع بطونهم الخاوية، أو حبة من الشوكولاتة التي يحرمون منها لأشهر تحت الإبادة، ودجاجة تمر بأحلامهم ليلًا فيستيقظون سعداء، لمجرّد مرورها بالحلم! وهذا ما أخبرتنا به مريم.

غير ذلك، تناشد الطفلة الجهات الرسمية بضرورة مساعدتها لاستكمال علاجها خارج قطاع غزة، فهي تأمل أن يكون لديها فرصة لإجراء عمليات جراحية وتجميلية تحاول من خلالها استعادة شكلها وكذلك نمو شعرها.

من الجدير ذكره، أنه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بلغ عدد الشهداء من الأطفال أكثر من 18,800 طفل، لتتحول براءتهم إلى أرقام موجعة في سجلات الموت. وبينما يدفن معظمهم تحت الركام، هناك من كُتب لهم البقاء بأجساد مثقلة بالجراح والحرمان، مثل مريم التي تحلم فقط أن تعود طفلة مثل غيرها.

نوى