أعلن متحدث رسمي باسم الحكومة البريطانية لموقع بوليتيكو الإلكتروني أن لندن أبلغت السلطات الإسرائيلية بقرارها حظر مشاركة وفد رسمي من وزارة الجيش الإسرائيلي في معرض الأسلحة الدولي المرموق DSEI المقرر انعقاده في العاصمة البريطانية بين 9 و12 سبتمبر المقبل.
ويعتبر هذا المعرض واحدًا من أكبر الفعاليات العالمية في مجال الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا العسكرية وتشارك فيه وفود رسمية وشركات من مختلف أنحاء العالم، حيث اعتادت وزارة الجيش الإسرائيلي على التمثيل بشكل بارز في دوراته السابقة.
مشاركة محدودة للشركات الخاصة
ورغم هذا الحظر الرسمي، أوضحت المصادر أن القرار البريطاني لا يشمل الشركات الخاصة الإسرائيلية، إذ سوف يسمح لها بالمشاركة وعرض منتجاتها العسكرية والتكنولوجية بشكل منفصل عن أي وفد حكومي.
وبذلك، يراد من الخطوة البريطانية توجيه رسالة سياسية واضحة لإسرائيل، دون التأثير المباشر على القطاع الصناعي الخاص المرتبط بالسوق الدفاعية العالمية.
خلفية القرار: حرب غزة في الواجهة
جاء القرار البريطاني في سياق استمرار الحرب الدامية في غزة، حيث عبرت لندن عن رفضها لما وصفته بـ "تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية" في القطاع، وقال المتحدث البريطاني في تصريحاته لصحيفة بوليتيكو.
إن قرار الحكومة الإسرائيلية بتصعيد العملية العسكرية في غزة قرار خاطئ، وبناءً عليه، نؤكد أن إسرائيل لن تدعى للمشاركة الرسمية في معرض الأسلحة"، مشددًا على أن بلاده ترى في الحل الدبلوماسي الطريق الوحيد لإنهاء النزاع.
دعوة إلى وقف النار والمساعدات
المتحدث البريطاني شدّد كذلك على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري، مع إتمام عملية إعادة المختطفين، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية المقدمة إلى المدنيين في غزة، الذين يواجهون كارثة إنسانية متفاقمة بفعل القصف المستمر والحصار، وأكد أن لندن ترى في هذه الخطوات مدخلًا أساسيًا لإعادة الاستقرار وتهيئة الأرضية لأي حل سياسي دائم.
تصعيد بريطاني ضد حكومة نتنياهو
منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، صعّدت بريطانيا من خطواتها السياسية والدبلوماسية ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فخلال الأشهر الماضية، جمدت لندن مفاوضات كانت جارية بشأن اتفاقيات تجارية جديدة مع تل أبيب، كما لوحت بخطوات أشد صرامة، وصلت إلى حد إصدار إنذار نهائي بالاعتراف بدولة فلسطينية إذا واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية على هذا النحو.
دلالات القرار البريطاني
يحمل استبعاد إسرائيل من المشاركة الرسمية في معرض DSEI دلالات سياسية لافتة، إذ يعتبر بمثابة ضربة رمزية لكنها مؤثرة في صورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي، خاصة أن هذا المعرض يعد منصة مهمة لتوثيق العلاقات الدفاعية بين الدول.
كما يعكس القرار توجهًا متزايدًا داخل بعض العواصم الأوروبية لاستخدام الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية كوسيلة للضغط على إسرائيل لوقف هجماتها في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لوضع حد للحرب المدمرة في غزة.
