كشفت وسائل إعلام عبرية صباح اليوم الاثنين، 1 سبتمبر 2025، عن تفاصيل جديدة تتعلق بمسار المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ورغم التصريحات العلنية التي تعكس تصلبًا في الموقف الإسرائيلي، أشارت صحيفة هآرتس إلى أن الاتصالات ما زالت مستمرة بعيدًا عن الأضواء، حيث تحدث مسؤول إسرائيلي عن جهود حثيثة تدار خلف الكواليس.
ووفق ما ذكرته الصحيفة، فإن أحداثًا جرت خلال الساعات الماضية منحت مؤشرًا استثنائيًا على وجود خطوات تهدف بشكل غير مباشر إلى تهيئة الأجواء لإطار تفاوضي متفق عليه يشمل إعادة الأسرى وإنهاء الحرب.
مناورة سياسية من نتنياهو
وأفادت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتجنب حتى الآن الإعلان رسميًا عن رفضه للصفقة الجزئية التي أبدت إسرائيل موافقتها عليها قبل نحو شهر.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الموقف يعكس محاولة من نتنياهو للإبقاء على مساحة مرنة للمستوى السياسي بما يسمح له بالمناورة في إدارة المفاوضات، ووفق مصدر مطلع على تفاصيل المحادثات فإن النقاشات جارية بشكل متواصل وهناك نشاط دبلوماسي مكثف، إلا أن التقديرات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال غير واضحة، خصوصًا في ظل اقتراب ساعة الصفر للعملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في مدينة غزة.
خلافات داخل الكابنيت الإسرائيلي
من جانبها، كشفت القناة 12 العبرية أن اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابنيت" الذي استمر نحو خمس ساعات شهد نقاشات حادة حول الصفقة.
وخلال الجلسة، طالب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بضرورة التصويت ضد الصفقة الجزئية معتبرًا أنها لا تلبي المصالح الإسرائيلية الكاملة، لكن نتنياهو رفض هذا الطلب في إشارة واضحة إلى تمسكه بخيار ترك الباب مواربًا أمام أي اتفاق محتمل.
موقف الجيش ودعمه لاتفاق جزئي
وخلال الاجتماع نفسه، فاجأ رئيس الأركان، إيال زامير، الوزراء بإعلانه دعم خيار الصفقة الجزئية رغم أن الموضوع لم يكن مدرجًا رسميًا على جدول الأعمال، وأكد زامير أن هناك إطارًا مطروحًا على الطاولة يجب أخذه بجدية، مشيرًا إلى أن عملية "عربات غدعون" العسكرية أسهمت في تهيئة الظروف الملائمة لإمكانية إعادة الأسرى.
وعكس هذا التصريح تباينًا بين المؤسسة العسكرية وبعض الأجنحة السياسية في الحكومة، وأظهر رغبة الجيش في اغتنام اللحظة لتحقيق اختراق في ملف الأسرى، حتى وإن كان عبر اتفاق جزئي.
سيناريوهات مفتوحة
تكشف هذه المعطيات أن المشهد الإسرائيلي يشهد حالة من التباين الداخلي بين اتجاه يدفع نحو الحسم العسكري وآخر يفضل استثمار اللحظة السياسية والدبلوماسية لتحقيق تقدم ملموس في المفاوضات.
وبينما يسعى نتنياهو إلى الحفاظ على توازن دقيق يجنبه الصدام مع شركائه المتشددين من جهة، ويحافظ على مسار المفاوضات من جهة أخرى، يبقى مستقبل الصفقة مرهونًا بما ستؤول إليه الساعات المقبلة، سواء بالتوجه نحو تصعيد عسكري واسع في غزة أو بترجمة الجهود إلى اتفاق يوقف الحرب ويعيد الأسرى.