كشفت مصادر أمريكية مقربة من البيت الأبيض عن خلفيات القرار الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقاضي بمنع الوفد الفلسطيني من دخول الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك خلال شهر سبتمبر الجاري.
خشية من مشاهد تصب في مصلحة الفلسطينيين
أكدت المصادر أن الإدارة الأمريكية رأت أن حضور الوفد الفلسطيني وعلى رأسه الرئيس محمود عباس، سوف يتيح للعالم مشاهد مباشرة تظهر حجم المأساة الإنسانية في غزة، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على صورة إسرائيل دوليًا ويصب في مصلحة حركة حماس، ولهذا السبب رفضت واشنطن منح التأشيرات اللازمة، مؤكدة تمسكها بموقفها الرافض لأي مشاركة فلسطينية رسمية في هذه الدورة.
رفض منح الشرعية للاعتراف بالدولة الفلسطينية
أوضحت المصادر أن إدارة ترامب مصممة على منع إعطاء أي شرعية دولية لخطوات الاعتراف بدولة فلسطينية من قبل عدد من الدول الكبرى، معتبرة أن ذلك سيعزز من مكانة حماس التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى القضاء عليها بشكل كامل.
وبحسب مسؤول في البيت الأبيض، فإن ترامب وفريقه يرون أن الرئيس عباس فقد القدرة على التأثير في القرار الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة، وأنه غير قادر على التعامل مع الحراك الدولي المتزايد نحو الاعتراف بفلسطين، ما يفتح المجال أمام حماس لاستغلال هذا الموقف لتحقيق مكاسب سياسية.
حل الدولتين "مزحة" في نظر ترامب
كشفت المصادر أن إدارة ترامب ترى أن الحل التقليدي القائم على إقامة دولتين لم يعد واقعيًا، بل وصفه الرئيس الأمريكي بأنه مجرد "مزحة" تهدد أمن إسرائيل، وبدلًا من ذلك، تعتقد الإدارة أنه يجب البحث عن "كيان جديد" يمثل الفلسطينيين بعيدًا عن السلطة الفلسطينية التي تعتبرها "ضعيفة" وكذلك بعيدًا عن حماس التي تصنفها على أنها "جماعة متطرفة".
مشاهد مؤثرة تغير الموقف الدولي
أشارت المصادر إلى أن أحد أكبر المخاوف لدى إدارة ترامب هو أن يستغل عباس منصة الأمم المتحدة لعرض صور مؤلمة لضحايا غزة، بما في ذلك الأطفال والشيوخ الذين يعانون من الجوع والقصف.
وأكدت أن مثل هذه الخطوة قد تُحدث تحولًا كبيرًا في الرأي العام الدولي، وتضع إسرائيل في موضع الاتهام بانتهاك حقوق الإنسان، وهو ما قد يدفع بعض الدول المترددة إلى اتخاذ خطوات سريعة للاعتراف بدولة فلسطين، ما يشكل ضغطًا إضافيًا على واشنطن.
قلق أمريكي
أضافت المصادر أن ترامب وفريقه يخشون من أن يؤدي ظهور عباس في الجمعية العامة بخطاب قوي أو بمشهد مؤثر إلى زيادة التعاطف الدولي مع الفلسطينيين، بل وحتى إلى خلق ضغط داخلي في الولايات المتحدة نفسها، خاصة مع تصاعد الأصوات المنتقدة للسياسة الأمريكية تجاه الحرب في غزة.
ووفق المصادر، فإن مثل هذا التطور قد يفرض "ثمنًا سياسيًا باهظًا" على الإدارة الأمريكية، ويؤثر على مواقف حكومات أخرى في أوروبا والعالم، ما يضع واشنطن في موقع دفاعي صعب بشأن استمرار دعمها لإسرائيل.