وجه قادة أجهزة الأمن الإسرائيلي، وهم الجيش والموساد والشاباك، خلال الاجتماع الأخير للمجلس الوزاري المصغر "الكابنيت"، تحذير من أن عملية احتلال مدينة غزة ستكون محفوفة بالمخاطر، ولن تضمن هزيمة حركة حماس.
وشدد ممثلو الأذرع الأمنية، بمن فيهم رئيس أركان الجيش ورئيس الموساد والقائم بأعمال رئيس الشاباك ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، على ضرورة التوصل إلى اتفاق جزئي مع حماس لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، محذرين من التكلفة الباهظة لأي عملية عسكرية في المدينة المكتظة بالسكان المدنيين.
اعتراضات داخلية على العملية العسكرية
وفي هذا الإطار، أوضح المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، أن رفض تحذيرات المسؤولين الأمنيين من شأنه أن يعني تنازل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن أحد أهداف الحرب.
وذكر "يهوشواع"، أن رئيس أركان الجيش إيال زامير حذر من أن أي عملية احتلال ستؤدي إلى إصابات كبيرة بين الجنود وصعوبة تهجير السكان، إضافة إلى تحديات السيطرة العسكرية والمدنية بعد العملية.
كما لفت زامير إلى أن الجيش غير مستعد لإيقاف الحرب قبل هزيمة حماس، متسائلاً عن البديل لحكم الحركة في حال نجاح الاحتلال العسكري.
انقسامات وزارية وخطر دولي
وبحسب ما ذكره المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فأن عدد من الوزراء، بينهم وزير الخارجية غدعون ساعر ووزيرة العلوم غيلا غمليئيل، ووزير التعاون الإقليمي دافيد أمسالم، قد أعربوا عن مخاوفهم من أن يصبح قطاع غزة "فيتنام إسرائيل"، وأن تستمر الحرب على حساب مكانة الدولة دولياً. وأكد هرئيل أن مسؤولين أمنيين اعتبروا أن أي عملية عسكرية كبيرة لن تهزم حماس سريعاً، وقد تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني والسياسي، مع خطر نشوب توترات في الضفة الغربية، في ظل مبادرة دولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تبعات عملية الاحتلال على الجيش والسياسة
كما أشار المحلل السياسي يارون أبراهام، إلى أن زامير شدد على أن الجيش سيكون المسؤول الوحيد عن السكان المحليين بعد أي احتلال، وهو ما يمثل تحدياً إنسانياً ووظيفياً ودولياً.
وأوضح أبراهام، أن استدعاء قوات الاحتياط لتوسيع الصفقة العسكرية يحمل مخاطر صعوبة استدعائها مستقبلاً وضغوطاً سياسية، خاصة بعد مطالب الرئيس الأمريكي ترامب بإنهاء الحرب بسرعة.