كشفت مصادر عبرية أن ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، يعمل بهدوء على إعادة إحياء المفاوضات المتعثرة بين إسرائيل وحركة حماس، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن.
ونقلت قناة i24NEWS العبرية عن مسؤولين قولهم إن ويتكوف يبذل جهوداً خلف الكواليس لاستئناف المحادثات حول صفقة الأسرى، في وقت تشتد فيه ضغوط الميدان مع استمرار التحضيرات العسكرية الإسرائيلية لاقتحام مدينة غزة.
استعدادات إسرائيلية لاحتلال غزة
بالتوازي مع التحركات الدبلوماسية، يواصل الجيش الإسرائيلي تكثيف استعداداته الميدانية، فقد زار رئيس الأركان إيال زامير قواته المنتشرة في قطاع غزة الخميس، حيث أشرف على التحضيرات الخاصة بعملية عسكرية واسعة أطلق عليها اسم "عربات جدعون 2" تهدف لفرض سيطرة كاملة على مدينة غزة.
وأكدت مصادر عسكرية أن هذه العملية تمثل خطوة حاسمة في مسار الاحتلال الكامل للقطاع، ما يزيد من تعقيد مسار المفاوضات الإنسانية والسياسية.
وضوح المطالب بين إسرائيل وحماس
بحسب القناة العبرية، فإن المشهد التفاوضي دخل مرحلة أكثر وضوحاً بعد إعلان حماس تفاصيل مطالبها بشأن صفقة الأسرى، الأمر الذي جعل المواقف بين الطرفين محددة إلى حد بعيد.
وذكرت القناة أن الجهود الحالية تتركز على إيجاد آلية فعّالة لإدارة المحادثات، إلى جانب البحث عن حلول عملية لتجسير الفجوات الكبيرة التي لا تزال تفصل بين مواقف الجانبين.
وأضافت أن هناك تقديراً لدى بعض الجهات بأن أي انطلاق جديد لمحادثات حول صفقة شاملة سيجعل الوسطاء، وعلى رأسهم قطر ومصر، يتحركون بوتيرة أسرع مقارنة بالجولات السابقة.
دور الوسطاء والعودة الأمريكية للواجهة
عاد المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بويلر إلى الواجهة حيث نشر تدوينة عبر منصة "إكس" أشاد فيها بدور الوسطاء الإقليميين، قائلاً إن قطر ومصر والفريق الإسرائيلي قاموا بعمل جاد ورائع خلال الفترة الماضية، لكنه شدد على أن موقف الرئيس ترامب ما زال واضحاً، مؤكداً أنه "لا مستقبل لحركة حماس على هذه الأرض إذا لم تبادر فوراً إلى إطلاق سراح جميع الرهائن".
موقف حماس من الصفقة الشاملة
من جانبها، أعلنت حركة حماس الأربعاء استعدادها للدخول في صفقة شاملة يتم بموجبها الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
لكن القيادي في الحركة أسامة حمدان قلّل من جدية تصريحات ترامب، موضحاً أن حديثه عن إنهاء الحرب عبر الإفراج عن كل الأسرى ليس عرضاً حقيقياً، بل مجرد فكرة مطروحة إعلامياً.
وأضاف حمدان أن عامل الوقت لم يعد يضغط على الجانب الفلسطيني وحده، بل بات يشكل عبئاً أيضاً على إسرائيل، خاصة في ظل المزاج الدولي المتزايد الذي يطالب بإنهاء الحرب ووقف معاناة المدنيين.