غزة تقلب الموازين.. هل تتحول خطة الاحتلال إلى فخ لإسرائيل؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

أفادت صحيفة هآرتس العبرية اليوم السبت، في مقال رأي للمحلل الإسرائيلي زفي بارئيل، بإن إسرائيل تستعد لاحتلال قطاع غزة، لكنها قد تكتشف في نهاية المطاف أن غزة هي من احتلتها.

أعباء مدنية وعسكرية

وأشار "بارئيل"، إلى أن الاستعدادات المكثفة للاحتلال تخفي وراءها غموضاً كبيراً يتعلق بحجم المسؤولية المدنية التي سيتحملها الجيش الإسرائيلي، محذراً من أن غياب البنى التحتية والسلطة المحلية قد يحول غزة إلى مستنقع أكثر دموية وألماً من الضفة الغربية. 

وأوضح "بارئيل"، أن الخلاف بين رئيس الأركان ورئيس الحكومة يتمحور حول الكلفة والفائدة، لكن التحضيرات الميدانية وحشد قوات الاحتياط تجعل فرض إدارة عسكرية على غزة أمراً شبه محسوم، ما لم تتدخل الإدارة الأمريكية في اللحظة الأخيرة.

تكلفة الاحتلال الباهظة

كما رأى "بارئيل"، أن الجيش الإسرائيلي سيتحول فعلياً إلى سلطة مدنية حاكمة في غزة، وهو ما سيترتب عليه أعباء اقتصادية وعسكرية وسياسية وقانونية ضخمة.

 وبحسب تقديرات محافظين سابقين لبنك إسرائيل، فإن التكلفة المباشرة لإدارة القطاع ستصل إلى 30 مليار شيكل سنوياً لتغطية الخدمات الأساسية مثل الصحة والمياه والكهرباء، إضافة إلى 20 ملياراً لصيانة الجيش، دون احتساب التكاليف الطارئة أو العقوبات الاقتصادية التي قد تزيد الخسائر وتحد من التجارة الدولية.

مأزق إنساني متصاعد

ولفت "بارئيل"، إلى غياب خطة واضحة لإصلاح شبكات المياه والكهرباء أو لتوزيع الوقود والغذاء، إضافة إلى عدم وضوح السياسة تجاه مئات الآلاف من الفلسطينيين الرافضين للنزوح شمال القطاع، حيث يتوقع بقاء نصف مليون مدني في مناطق قتال نشطة، ما قد يرفع أعداد الضحايا إلى مستويات غير مسبوقة.

التزامات قانونية وضغوط دولية

وشدد "بارئيل"، على أن الاحتلال سيضع إسرائيل أمام التزامات قانونية تجاه أكثر من مليون ونصف فلسطيني، إلا أن التجربة في الضفة الغربية تثبت الفجوة بين النصوص والواقع، محذرًا من أن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة قد تجر عواقب عملية أكبر من الضفة، في ظل انعدام الغطاء الدولي وتصاعد العقوبات الرمادية مثل المقاطعة الأكاديمية وحظر الأسلحة الجزئي الذي فرضته ألمانيا مؤخراً.

تحذيرات عربية وشكوك حول الأهداف

وأضاف أن دولاً عربية مثل الإمارات ومصر والأردن حذرت من مغبة الاحتلال، في حين أبدت أبوظبي وحدها استعداداً للمشاركة في قوة متعددة الجنسيات لإدارة غزة، شريطة أن تكون تحت رعاية سلطة فلسطينية "موثوقة". 

وختم "بارئيل"، مقاله بالتأكيد على أن الهدف المعلن بإسقاط حماس يظل موضع شك كبير، فالتجارب التاريخية من لبنان والضفة إلى العراق وأفغانستان تثبت أن الاحتلال المباشر لا ينهي المقاومة، بل يغذيها. 

والسؤال المطروح: "كم من السنوات ستتحمل إسرائيل إدارة غزة قبل أن تدرك أن غزة هي من ضمت إسرائيل إليها؟".

روسيا اليوم