أكدت مصادر في حركة حماس، أن الأفكار المعروضة عليها حاليًا بشأن وقف الحرب في غزة تتضمن "كثيرًا من الأفخاخ والألغام التي تحتاج إلى التفكيك"، مشددة على ضرورة أن تتضمن الشروط المطروحة حلولًا عادلة تلبي مطالب جميع الأطراف، وعلى رأسها إنهاء الحرب، وهو ما تركز عليه الحركة والفصائل الفلسطينية.
وأشارت "المصادر"، في الوقت ذاته، إلى انفتاح حماس على التعامل مع ما يطرح عليها دون التشدد في مواقف قد تزيد تعقيد المشهد.
رسائل متبادلة مع واشنطن
وجاءت هذه الإفادات بعد يوم واحد من الكشف عن رسائل متبادلة عبر وسطاء بين حماس والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بشأن مقترح لوقف الحرب في غزة بضمانة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".
وقد هدد ترامب حماس بتنفيذ "ما لا يمكن احتماله" إذا فشل المقترح الجديد.
وفي سياق متصل، أوضحت "المصادر"، للشرق الأوسط، أن "ما يعرض حاليًا عبارة عن أفكار يجري ترتيبها وتعديلها وتطويرها بالتعاون مع عدة أطراف، من بينها مصر وقطر وجهات أخرى، في محاولة للوصول إلى صياغة مقترح شامل يضمن إنهاء الحرب نهائيًا ويحقق المطالب الفلسطينية".
معضلة الإفراج عن الجثث
وشددت "المصادر"، على أن جزءًا من الأفكار المطروحة يتضمن تسليم جميع المختطفين في اليوم الأول، وهو ما اعتبرته حماس أمرًا صعبًا، لافتة إلى ضرورة وجود ضمانات واضحة بانسحاب الجيش الإسرائيلي حتى الخطوط التي جرى الاتفاق عليها في يناير الماضي، على أن يتم لاحقًا التفاوض على قضايا إنهاء الحرب، بضمانة شخصية من ترامب.
كما أضافت "المصادر"، أن قيادة حماس أبلغت الوسطاء باستحالة إطلاق سراح المختطفين الأحياء والأموات دفعة واحدة، لافتة إلى أن هناك قتلى ما زالوا تحت أنقاض مناطق تعرضت للقصف أو في أماكن دفن دخلتها القوات الإسرائيلية، ما يتطلب وقف إطلاق النار للسماح بانتشالهم.
وتشير التقديرات إلى أن حماس تحتجز حاليًا 48 إسرائيليًا من أصل 256 شخصًا (إسرائيليين وأجانب) اختطفتهم في هجوم 7 أكتوبر 2023، بينهم 19 مؤكد أنهم على قيد الحياة وفق دائرة الأسرى والمفقودين الإسرائيلية.
وأشارت "المصادر"، إلى أن المقاومة مستعدة لإطلاق سراح عدد من المختطفين الأحياء في اليوم الأول، مع إمكانية إطلاق دفعة كبيرة تضم أحياء وأموات في وقت يتم الاتفاق عليه لاحقًا، موضحة أن الأمر يحتاج إلى فترة زمنية لاستخراج الجثث.
غياب المحاور والمعابر
وفي السياق ذاته، أوضحت "المصادر"، أن ما طرح لا يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من محاور مهمة، مثل محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، ولا يتطرق إلى إعادة فتح معبر رفح بشكل طبيعي أمام حركة المسافرين، مؤكدة ضرورة وجود ضمانة من حكومة الاحتلال أمام الدول الضامنة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لإنهاء الحرب.
كما لفتت "المصادر"، إلى أن هناك أطرافًا عدة منخرطة في الوساطة المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وأن واشنطن كانت معنية بالتواصل المباشر مع قيادة الحركة لضمان نجاح الاتفاق، مؤكدة أن حماس أبلغت الوسطاء والأطراف الأميركية بانفتاحها على أي صيغة تضمن وقف الحرب بكل الوسائل الممكنة.
وسطاء جدد
والجدير بالإشارة أن المصادر لم تذكر الوسيطين المصري والقطري فقط، بل أشارت إلى وجود "وسطاء" آخرين، في إشارة إلى ما تناولته بعض وسائل الإعلام العبرية والدولية عن دخول وسطاء جدد في خط التواصل بين الإدارة الأميركية وحماس، ومن بينهم الصحافي الإسرائيلي – الأميركي غيرشون باسكن، الذي لعب دورًا سابقًا في صفقة الجندي جلعاد شاليط عام 2011.
ورفض باسكن الإدلاء بتفاصيل حول الوساطة الحالية، مكتفيًا بالقول إنه لن يتحدث للإعلام في الوقت الراهن.
موقف حماس الرسمي
وفي بيان نشرته الحركة مساء الأحد، أكدت أنها تلقت عبر الوسطاء بعض الأفكار من الطرف الأميركي بشأن وقف إطلاق النار، مرحبة بأي تحرك يدعم الجهود المبذولة لإنهاء العدوان.
كما أعلنت "حماس" استعدادها الفوري للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل إعلان صريح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة، مع تشكيل لجنة من المستقلين الفلسطينيين لإدارة القطاع مباشرة بعد الاتفاق، وضمان التزام إسرائيل العلني بما يتم التوصل إليه.
وأفادت "حماس"، بأن التجارب السابقة أثبتت أن إسرائيل تنقلب على الاتفاقيات، مشيرة إلى الاتفاق الذي قدمه الوسطاء في القاهرة بتاريخ 18 أغسطس 2025 بناءً على مقترح أميركي، ووافقت عليه الحركة، لكن إسرائيل لم ترد عليه واستمرت في عملياتها العسكرية.