إسرائيل ترحب علنًا لأول مرة بمبادرة ترامب لوقف حرب غزة.. ماذا عن موقف حماس؟

الحرب في غزة
الحرب في غزة

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة الاحتلال أبدت للمرة الأولى قبولًا علنيًا بالمبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمتعلقة بإنهاء الحرب في غزة، فقد صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن تل أبيب معنية بالمضي قدمًا في هذا الاتفاق شريطة أن يتم تنفيذه وفق المبادئ التي وضعها مجلس الوزراء الأمني.

تفاصيل المبادرة الأمريكية

كشفت القناة العبرية 12، نقلاً عن مصادر مطلعة، عن أبرز ملامح المقترح الأمريكي الذي يسعى لتنظيم مسار المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، وأوضحت أن البند المركزي يقضي بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق، على أن تتم العملية خلال يومين كاملين وليس بشكل فوري.

وبالمقابل، سوف تلتزم إسرائيل بإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين بينهم أصحاب أحكام مؤبدة، وفق المعايير التي جرى اعتمادها في الاتفاق السابق، من دون أي تعديل.

كما تناولت المبادرة ملف جثامين القتلى الإسرائيليين، إذ جرى تخصيص بند مستقل ينص على تحديد موعد خلال فترة الهدنة لتسليم الجثامين، بحجة أن حماس تحتاج إلى وقت للبحث عنها تحت الأنقاض.

وقف إطلاق نار وضمانات أمريكية

يتضمن العرض الأمريكي وقفًا شاملًا لإطلاق النار يمتد 60 يومًا أو حتى نهاية المفاوضات، مع تقديم ترامب نفسه كضمانة شخصية لالتزام الأطراف، وتشمل الملفات المطروحة للتفاوض قضايا حساسة مثل الانسحاب الإسرائيلي من غزة بشكل تدريجي، وتشكيل حكومة بديلة لإدارة القطاع، إضافة إلى طرح موضوع نزع سلاح حماس للمرة الأولى.

ويشير المقترح إلى أن المرحلة الأولى من الانسحاب ستكون الأوسع، وتبدأ بعد إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء.

خلافات إسرائيلية

ورغم الترحيب الرسمي، كشفت القناة 12 أن هناك انقسامًا بين المفاوضين الإسرائيليين بشأن إمكانية المضي قدمًا وفق هذه المبادئ، خصوصًا في ظل تمسك حماس بشرط الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، كما توقعت القناة أن يشهد الصف الداخلي لحركة حماس نفسه جدلًا واسعًا حول مدى القبول بهذه الشروط، فضلًا عن التشكيك في جدية الضمانات الأمريكية.

موقف حماس

من جانبها، أكدت مصادر من داخل حركة حماس أن الحركة مستعدة للدخول في مفاوضات، لكنها لا تنوي إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة، خشية استغلال إسرائيل لذلك وإنهاء الهدنة سريعًا، وأكدت الحركة أن المبادرة ليست سوى خطة إسرائيلية مغطاة بعباءة أمريكية تهدف إلى تحميلها مسؤولية أي تعثر في العملية التفاوضية.

كما شددت حماس على أن قبولها بالنقاش لا يعني التسليم، بل محاولة لتأخير أي عملية عسكرية واسعة على غزة، مع التأكيد أن أي اتفاق يجب أن يضمن الانسحاب الكامل من القطاع.

ضغوط قطرية

أشارت تقارير لوكالة "رويترز" إلى أن رئيس الوزراء القطري مارس ضغوطًا مباشرة على قيادة حماس خلال اجتماعات في الدوحة، داعيًا الحركة إلى الرد إيجابيًا على المبادرة الأمريكية، خصوصًا أنها تتضمن وقفًا لإطلاق النار وتبادلًا للأسرى.

وبحسب القناة العبرية، فإن هناك اختلافًا في مواقف الوسطاء؛ فبينما تصر إسرائيل وترامب على أن الاتفاق الجزئي لم يعد مطروحًا، يواصل الوسطاء العرب – خصوصًا قطر ومصر – التأكيد لحماس أن الخيار المرحلي ما زال قائمًا.

بيان حماس

في بيان رسمي، قالت حركة حماس إنها ترحب بأي تحرك يساهم في وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، مؤكدة أنها تلقت عبر الوسطاء عدة أفكار من الطرف الأمريكي للوصول إلى اتفاق.

وأضاف البيان أن الحركة على استعداد فوري للجلوس إلى طاولة المفاوضات، شرط أن يشمل الاتفاق وقفًا كاملًا للحرب، وانسحابًا إسرائيليًا شاملًا من قطاع غزة، إضافة إلى تشكيل لجنة من المستقلين الفلسطينيين لتولي إدارة القطاع بشكل عاجل.

كما شددت حماس على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن ضمانات دولية واضحة تلزم إسرائيل بعدم الانقلاب على ما يتم التوصل إليه، كما حدث في تجارب سابقة، وأكدت أنها تواصل حوارات مكثفة مع الوسطاء لتطوير هذه الأفكار إلى اتفاق شامل يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.

روسيا اليوم