قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة مساء اليوم الجمعة في حوار مرئي: إن البيئة في المنطقة المتجهة إلى التطبيع ومسايرة واشنطن دفعت بالفلسطينيين إلى عقد لقاء القاهرة، موضحاً أن اللقاء، جاء على خلفية عدم وجود خيار أمام الفلسطينيين إلا أن يخرجوا بموقف موحد مع الأخذ بالاعتبار الإدارة الأميركية الجديدة.
وتابع النخالة: لقاء القاهرة هو نتيجة حوارات طويلة جرت بين فتح وحماس وجزء منها شاركت فيها الفصائل الفلسطينية، وجاء تحت الضغط والإلحاح، مؤكداً على أن مصر معنية بأن تظهر الصورة بهذا الشكل وأن تكون حاضرة كما العادة في الملف الفلسطيني
واستطرد قائلاً: أن الراعي المصري أراد للاتفاق أن يخرج بهذا الشكل وهذا يعتبر إنجازا للقاهرة وهو أيضا محاولة لتدوير الزوايا بالرغم من وجود خلافات كبيرة وتصورات متناقضة.
وأشار إلى أن، لقاء القاهرة نتج عن العجز لوضع حلول للمشاكل الفلسطينية، معتبراً إياه ذهاب للحرب بعد الانتخابات، مضيفاً: "ذهبنا إلى ميدان المصارعة وهو الانتخابات ومن يكسب يفرض الشروط وهذا ينطويعلى مخاطر كبيرة."
وأضاف النخالة: أن الإسرائيلي يدرك أن السلطة التي تحضر المفاوضات هي تحت السيطرة، وهو مقتنع بأنها لن تستطيع اتخاذ قرارات بدون الأخذ بعين الاعتبار الاتفاقات بينهما، مردفاً: الذين حضروا للحوار من الضفة الغربية جاؤوا بتصاريح إسرائيلية وحتى الذين يتحركون بين غزة والضفة يتحركون تحت السيطرة الإسرائيلية
وأكد على أن، أي لقاء فلسطيني حركة الجهاد معنية بها بشكل مباشر ولا يجوز استثناءها ومسؤوليتنا ألا نغيب عن أي طاولة حوار تقرر بالشأن الفلسطيني، وقال: "ذهبنا للقاهرة بعقل وقلب منفتح على الحوار بدون أي قرارات مسبقة"
وبين، عندما وجدنا مراوحة للوضع الفلسطيني عادت الحركة إلى ثوابتها بالالتزام بعدم الاعتراف بـ"إسرائيل" واتفاق أوسلو، كاشفاً أنه، ما لم تنسحب السلطة من اتفاق أوسلو لن نكون في أي جزء من هذه السلطة لأنها تعبير غير واقعي عن طموحات الشعب الفلسطيني.
وتابع النخالة: درسنا جدياً أن نكون جزء من التركيبة السياسية بعد اجتماع الأمناء العامين وإعلان أبو مازن بوقف التنسيق الأمني ورفض صفقة القرن".
وشدد على أنه ليس غريباً موقف الحركة في لقاء القاهرة لأن أي انتخابات مقبلة ستكون ضمن اتفاق أوسلو وأي حكومة ستجلس مع العدو مرة أخرى.
وأكد على أن حركة الجهاد لن تعرقل ولن تكون ضد حالة الإجماع الفلسطيني
ورد على من يَرَوْن أن حركة الجهاد الاسلامي لا تتعاطى السياسة، قائلاً: موقف الجهاد هو قلب السياسة ويستند لفهم وقراءة سياسية واضحة.
وأوضح: أن إيقاف المقاومة في أي حالة من الأحوال هو تنازل عن حق شرعي وطبيعي للشعب الفلسطيني.
وكشف عن الذهاب مناقشة ملف المجلس الوطني انطلاقاً من أساسه وقواعده خاصة أن الحركة مصدر القوانين والتشريعات لكل المؤسسات الفلسطينية
وأِشار إلى أن العدو والمعادلة الإقليمية يدفعان بالفلسطينيين إلى حالة الاستسلام والتسليم بأن إسرائيل أصبحت أمراً واقعاً
واعتبر أن حملة التطبيع الأخيرة التي انفلت فيها النظام العربي تجاه "إسرائيل" تؤكد بنشأة تصورات جديدة بأن لا وجود لدولة فلسطينية
وأضاف أن الواقع يقول بأن موازين القوى ليست لصالح الشعب الفلسطيني لكن هذا لن يغير الحق الفلسطيني التاريخي ولن يغير واجباتنا تجاه المقاومة، معتبراً أن الأمة العربية والإسلامية بدون فلسطين ستبقى بلا قلب وبلا روح.
وبين أن منطق الأصدقاء يقول نحن معكم ولكن الظروف لا تساعدكم لذا لا خيارات أمامكم إلا التوافق
وشدد على أن الجهاد لا تسعى للمفاوضات وعلى ماذا نفاوض؟ على فلسطين أم على طبيعة حياتنا تحت الاحتلال؟
وأوضح أن "إسرائيل" لا تعترف بالشعب الفلسطيني ولا بحقه في فلسطين وهذا ما يجري الآن في الضفة الغربية من مصادرة واستيطان
وذكر أن الشعب الفلسطيني محاصر بكانتونات ووسط المستوطنات ومسيطر عليه أمنياً بأكثر من 600 حاجز في الضفة الغربية،
وقال:" أنا لا أعرف كيف يمكن أن تدار الانتخابات في الضفة بهذا الكم من الحواجز الإسرائيلية وبهذا التقسيم المجاور للمستوطنات"
وتابع: مشكلة السجل الانتخابي في الضفة الغربية هو رأس جبل الجليد الذي سينشأ لاحقاً حتى نصل للانتخابات وكل الاحتمالات مفتوحة
وأكد على أن هناك تحدي أن يصل مشروع التوافق على الانتخابات للمرحلة الانتخابية بشكل سليم وواضح ومن دون خلافات وعقبات
وأشار إلى أن هناك تحديات جدية وحقيقية بعد لقاء القاهرة رغم جو التفاؤل وهو مشروع للشعب الفلسطيني
وتابع: حتى لو نجحت الانتخابات نحن لن نذهب لأجواء "السمن والعسل" كما يتوقع البعض
وأبدى أسفه قائلاً: "أوصلوا الشعب الفلسطيني إلى التأمل بأن تخرجه الانتخابات من الضائقة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية.".
وأردف: طالما العدو في المشهد يسيطر على كل شيء يجب أن لا تكون الآمال كبيرة والتوقعات مرتفعة.
وأعرب عن أمله في أن تستمر حالة التوافق وأن نخرج من هذا المأزق ونحدد ما نريد
وقال: "نحن ذاهبون للمجهول ولا أحد يعلم ماذا سيحدث في اليوم التالي للانتخابات"
وأوضح النحالة تفضيل الحركة عدم المشاركة في الانتخابات ليس فقط انطلاقا من وجود اتفاق أوسلو بل أيضا للمخاطر التي سوف تترتب على هذه الانتخابات أو النتائج التي ستحملها
وطالب الفصائل الفلسطينية أن تكون واضحة في برامجها الانتخابية وتوضح للشعب الفلسطيني أين ستأخذه بعد الانتخابات
وذكر أن بيان القاهرة هو توافقي لكن في الحقيقة هناك مسائل كثيرة مختلف عليها ولم تناقش، موضحاً أن لقاء القاهرة هو مؤتمر إخراج لاتفاق حماس وفتح الذي تم سابقا وإعطائه الشكل الرسمي
واعترف أن موضوع المقاومة هو موضوع خلافي في الجوهر
وتابع: أن نقطة الاتفاق الوحيدة هي التوافق على صندوق الانتخابات ولا توافق على غير ذلك
وأردف: الجميع يتحدث عن التزامه بنتائج الصندوق لكن ماذا سيترتب على نتائج الصندوق وماذا سيكون موقف العدو منها؟
وقال: "البيان الختامي للقاء القاهرة استدعت صياغته أكثر من 5 ساعات في حين يستطيع أي فصيل فلسطيني صياغته في 5 دقائق
وأكد على أنه: يجب أن يذهب الجميع إلى صندوق الانتخابات على بينة وكل يختار ما يريد
وأعرب عن ثقة الحركة بالشعب الفلسطيني أنه يستطيع أن يحدد خياراته وإرادته بأن لا تنازل عن حقنا في فلسطين
وأوضح، طريق الاستسلام ليس سهلاً وليس أقل صعوبة من المقاومة مضيفاً: "سندفع ثمناً غالياً بالتنازل عن فلسطين وبالتنازل عن الضفة الغربية"
وأشار إلى أن لا مفاوضات ولا أي سبيل لفرض وقائع جديدة على الأرض بدون المقاومة وبدون التضحية وموازين القوى في النهاية تحدد نتيجة الصراع
واستطرد النخالة العدو ذهب إلى تفاهمات غزة لأنه أصبح هناك تهديد على المستوطنين المحاذين لغزة ما اضطره إلى تقديم بعض التنازلات
وأضاف: الجهاد وحماس منفتحين في النقاش وشركاء في المقاومة بدون حدود ومواقفنا الاستراتيجية ثابتة
وتابع: سلطة حماس ووجودها في غزة سمح للمقاومة أن تنمو لكن إدارة هذا الملف تحتاج إلى قوة أكثر عمقاً
وقال: "سواء نجحت حماس أو فشلت في الانتخابات فهي ستواجه مشكلة والسلطة كذلك الأمر" مردفاً: "الحل هو الاتفاق على برنامج سياسي واضح نتفق فيه على تشخيص وتوصيف "إسرائيل"
وأكد النخالة على ضرورة وضع تفاهمات قبل الذهاب للانتخابات حتى لا نختلف مرة أخرى وحتى لا ندفع ثمن الانقسام مرتين.
وكشف أنه حتى اللحظة لم تقرر حركة الجهاد ولم توجه أعضائها في أي اتجاه تريد الذهاب إليه لترجيح كفة على أخرى
وأوضح هذه الانتخابات محسوب لها دولياً وإقليمياً أن تنتج حكومة تذهب لطاولة المفاوضات أياً كان الناجح فيها والذي لا يقبل تجري عليه عقوبات
ووجه النخالة، التحية للأخوين الأسيرين المضربين عن الطعام بلال وبسام ذياب ولكل شعبنا الفلسطيني المدافع عن حقه
وقال: "في هذه المرحلة أكثر وضوحا من أي وقت مضى وهناك فرز واضح لمعسكرات الأعداء والأصدقاء والوسط"
وأكد على أن المقاومة مستمرة وكل المهام التي يقوم بها أبناء الجهاد والشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والتصدي له هي جزء من العمل المقاوم.
وأردف: خط المقاومة في فلسطين والمنطقة أصبح لديه وضوحاً أكثر وتحديداً للمهمات الواقعة على مسؤوليته
وتابع: مشروع المقاومة يحظى بتأييد شعبي وجماهيري واسع وكبير إن كان داخل فلسطين أو في الشتات ومن شعوب الأمة كلها..