أظهرت صور التقطت عبر الأقمار الاصطناعية حجم الدمار الهائل الذي لحق بمدينة غزة خلال أقل من شهر، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي خططه لاحتلال المدينة.
ووفق تحليل أجرته شبكة سي إن إن الأميركية لصور شركة "بلانيت لابس" بين 9 أغسطس و5 سبتمبر الجاري، تبين أن الجيش الإسرائيلي دمّر أو ألحق أضرارًا بأكثر من 1800 مبنى داخل مدينة غزة وضواحيها، معظمها مبانٍ سكنية.
وبحسب التحليل، تركّز الدمار في أحياء الزيتون والتفاح والشيخ رضوان، إضافة إلى جباليا شمالي المدينة، حيث هُدم أكثر من 750 مبنى. وأوضحت الصور أن غالبية الأضرار لم تنتج عن الغارات الجوية أو القتال المباشر، بل بفعل عمليات هدم منظمة باستخدام المتفجرات والجرافات والحفارات، إذ أظهرت لقطات بتاريخ 19 أغسطس حفارات إسرائيلية وهي تهدم مباني في حي الزيتون، قبل أن تتقدم خلال 24 ساعة مسافة 300 متر إضافية وتدمر 26 مبنى آخر.
وفي الأطراف الشمالية والشرقية للمدينة، اختفت صفوف الخيام التي كانت تؤوي آلاف النازحين، بعدما أجبرتهم عمليات الهدم الواسعة على النزوح مجددًا. كما دمّر الجيش الإسرائيلي خمسة أبراج سكنية بين 5 و8 سبتمبر، وفق ما أكده المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، مشيرًا إلى أن هذه الأبراج كانت تضم 209 شقق، تؤوي كل منها ما لا يقل عن 20 شخصًا في حالات الطوارئ، ما يعني أن أكثر من 4100 طفل وامرأة ومسن تُركوا بلا مأوى.
وأفاد تقييم للأمم المتحدة أن 78 في المئة من المباني في قطاع غزة قد دُمّرت أو تضررت جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية، فيما رجحت سي إن إن أن تكون الأضرار الفعلية أكبر من ذلك، نظرًا لعدم إمكانية إظهار التفاصيل الجانبية للأبنية عبر صور الأقمار الصناعية.