تقرير عبري يثير العاصفة.. كيف تحاول إسرائيل ابتزاز مصر؟

مصر وإسرائيل
مصر وإسرائيل

وصف خبيران مصريان تقريراً نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بأنه "محاولة مكشوفة لزرع الفتنة بين مصر والدول العربية والإسلامية، والضغط على القاهرة ودفعها لمواقف لا تريدها"، مؤكدين أن الهدف من هذا التقرير هو ممارسة ضغوط سياسية وإعلامية على مصر من خلال تشويه الحقائق.

معاريف تتحدث عن سيناء

زعمت الصحيفة العبرية، أن الجيش المصري يشهد تحركات في سيناء يتم رصدها من قبل الجيش الإسرائيلي، مدعية أن هذه التغييرات تتم بتنسيق مشترك بين الجانبين.

ولفتت "الصحيفة"، إلى أن القاهرة تعرضت مؤخراً لانتقادات من نتنياهو، لكن هذه الانتقادات ساعدتها أكثر مما أضرت بها، خاصة في ملف الغاز.

كما أوضحت "الصحيفة"، أن المؤسسات الأمنية في مصر وإسرائيل تدرك أهمية العلاقات بين البلدين والحفاظ على الوضع الراهن في التنسيق الأمني، مؤكدة أن التحركات المصرية تهدف إلى منع تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وليس خرق اتفاقية السلام.

وأضافت "الصحيفة"، أن أي تغيير في موازين العلاقات قد يضر بالمصالح المتبادلة.

رسالة من الموساد

ومن جهته، قال الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية محمد مخلوف، إن ما نشرته "معاريف" ليس تحليلاً، بل رسالة موجهة من الموساد، هدفها استدراج مصر إلى إعلان مواقف تصب في خدمة مخطط التهجير القسري للفلسطينيين.

وشدد "الخبير"، على أن إسرائيل هي من خرقت اتفاقية السلام عبر احتلال محور فيلادلفيا، ومنع المساعدات الإنسانية وارتكاب الجرائم ضد المدنيين.

خطاب السيسي يقلق إسرائيل

كما لفت "الخبير"، إلى أن استخدام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لكلمة "العدو" في إشارة إلى إسرائيل خلال القمة العربية الإسلامية الأخيرة يمثل تحولاً كبيراً في الخطاب الرسمي المصري. واعتبر أن هذا التغيير أثار قلقاً بالغاً في تل أبيب، ودفعها إلى شن حملة إعلامية مضادة لتخفيف وقع التصريحات.

وفي السياق ذاته، نفى "الخبير"، الادعاءات الإسرائيلية التي تحمل مصر مسؤولية منع دخول المساعدات إلى غزة، مؤكداً أن المعبر مفتوح من الجانب المصري وأن آلاف الشاحنات جاهزة، لكن إسرائيل هي التي تمنع دخولها.

وأضاف "الخبير"، أن مصر قدمت 80% من المساعدات للفلسطينيين بينما تفرض تل أبيب حصاراً ممنهجاً.

التهجير خط أحمر

أكد "الخبير"، أن أي محاولة لدفع الفلسطينيين قسراً نحو الحدود المصرية ستُقابل برد غير متوقع، مشدداً على أن التهجير خط أحمر لمصر والأردن والدول العربية كافة.

وأوضح "الخبير"، أن ما يعلن عن تدريبات الجيش مثل "النجم الساطع" ليس إلا جزءاً يسيراً من قدراته، وما لم يكشف عنه سيُفاجئ الجميع.

حرب نفسية لا عسكرية

اعتبر "الخبير"، أن ما تقوم به إسرائيل هو حرب نفسية وإعلامية تهدف إلى الضغط على مصر، وإرباك الموقف العربي، وتصدير مسؤولية فشلها في غزة. وأكد أن مصر تتحرك بوعي استراتيجي، مع ترك جميع الخيارات مفتوحة إذا اقتضت الضرورة.

سيادة مصر خط أحمر

من جهته، شدد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، على أن التحركات المصرية في سيناء تأتي في إطار الحق السيادي المطلق لحماية الأمن القومي، مؤكدًا أن اتفاقية كامب ديفيد لا تمنع مصر من اتخاذ التدابير اللازمة لحماية حدودها، نافياً وجود أي تعاون استخباراتي مع إسرائيل.

محاولة للتشويه والتطبيع

ولفت "مهران"، إلى أن التقرير الإسرائيلي جزء من حرب نفسية تهدف إلى تلطيخ سمعة مصر والإيحاء بوجود تحالف معها ضد إيران أو جماعات المقاومة، مضيفًا أن استخدام الرئيس السيسي لكلمة "العدو" يمثل تحولاً جوهرياً في الموقف المصري.

كما اعتبر "مهران"، أن الحديث عن صفقات الغاز مجرد محاولة إسرائيلية لخلق انطباع بوجود مصالح مشتركة تمنع التصعيد.

مصر في قلب الأمة

وشدد "مهران"، على أن مصر تحتفظ بحقها الكامل في اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة لحماية أمنها القومي ودعم القضية الفلسطينية، دون الحاجة للتنسيق مع أي طرف خارجي.

ورأى "مهران"، أن محاولات إسرائيل لزرع الفتنة بين مصر وأشقائها العرب مصيرها الفشل، مؤكداً أن مصر ستظل دائماً في قلب الأمة العربية وحارسة لقضاياها المصيرية.

روسيا اليوم