بقلم: صلاح هنية
يصر المتصلون على تكرار الاتصال، وفي اللحظة التي تنهي ارتباطاتك واجتماعاتك تعود للمتصلين لتفاجئ بأن استفسارهم واحد (ما هو اسم المطعم الذي أغلق؟) ويرتبط بالسؤال (فكرك لماذا تزداد المواد منتهية الصلاحية في مدن بعينها؟)، تعود الى الصدارة ذات القضية ( الأغذية الفاسدة ومنتهية الصلاحية ) وذات السؤال لماذا لا يعلن أسماء المخالفين لإراحة الرأي العام، ويكون الجواب: نحن جهة تنفيذية للقانون وليس من صلاحياتنا إعلان الأسماء، رغم أن القانون يأمر بإعلان الأسماء بعد صدور الحكم، ولغاية اليوم لم تصدر أي أسماء بعد صدور الحكم، خصوصاً أن بعض قضايا من هذا العيار تأخذ مدى زمنياً طويلاً لصدور قرار حولها.
ونحن اليوم نقف أمام محطة تاريخية لا يجوز بالمطلق ان نظل نتعاطى مع القضايا بذات الطريقة وذات الاجابة على السؤال دون تغيير، ويظل الاعلام يصر على نقل الحقيقة والتفاصيل، والناس تصر على سلامة وأمان غذائها فتلح بالسؤال، رغم أن هناك سوابق تم فيها إشهار الأسماء.
وحتى نفوّت الفرصة على من يرغب بإنتاج مقطع مصوّر يعتقد انه يفيد تنوير الرأي العام ولكنه لا يتعدى الإثارة وضرب مصداقية الفعل على الأرض، فتارةً توزع الاتهامات شمالاً ويميناً، وتارة يستخدم صاحب مصلحة لتقديم رواية لا تفيد ردع المخالفين أو المتجاوزين بل إثارة بلبلة ليس إلا.
المفصل التاريخي الذي نعيشه اليوم يتطلب تطوير مكونات تعاطينا مع قضايانا (الأغذية الفاسدة، المنتهية الصلاحية، التعليم، الاقتصاد والمالية، الصناعة والمنتجات الفلسطينية، العمل التعاوني) لم يعد بالإمكان ترك الأمور على غاربها وللصدفة تارة نضبط وتارة لا نضبط، ومرة تغطي حاجة الطلبة المحتاجين في المدارس والجامعات ومرات نغفل قضايا لأنها لم تقع ضمن استماراتنا ومسوحاتنا، هناك متغيرات ووعي وتوجه لإسناد الجهد الرقابي والاجتماعي والتعاوني يجب أن نستثمره بصدق وليس للاستخدام، ولكننا لم نحسن استثمار هذا الوعي وهذه الرغبة بإحداث نقلة نوعية من أجل الناس والبلد.
لم تعد الناس مهتمةً بالتقليد الراسخ في البلد افتتح اليوم مركز بمسمى كبير لم يُعِره أحد اهتماماً لأن الفئة المستهدفة لم تعلن انه مفيد لها، وعناوين لمحاور ولكن اثرها يغيب لأن ترجمتها للناس تطول ويغيب اثره، واستخدام تقنيات الإعلام الحديث لا تُغني عن المضمون الذي يبحث عنه المتلقي الذي طور بالأدبيات الى مرحلة انه شريك ومساهم ولكنه يعود للحظة لمتلقٍ وأقل.
طالما بقينا على حالنا دون تغير فلن نلتقط اللحظة، ولن نصنع فرقاً بل نتجمد مكاننا ونظل نتعاطى مع القضايا بذات الإشارات، نحن تنفيذيون بالتالي اعتذروا عن الخروج للإعلام ونسِّقوا أموركم على طاولة واحدة واخرجوا للناس بإجراء واضح، وطوّروا أمور العمل الخيري الاجتماعي ولا تكرروا، ووسعوا قاعدة المستفيدين ولا يجوز أن (نترك أحد خلفنا) والمحزن من التجربة أن هناك من هم مغيثون ويمتلكون الأدوات اليوم، ولكنهم غداً قد يكونون هدفاً للإغاثة، بالتالي لنحسن اليوم لنثبت قواعد العمل الصحيح حتى تعم الفائدة على الجميع.
[email protected]
