علق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، على إعلان مصر وتركيا عن إجراء مناورات عسكرية مشتركة بعد انقطاع استمر 13 عاماً.
رسائل موجهة لإسرائيل وأمريكا
وشدد "هريدي"، خلال تصريحات لقناة RT، على أن التعاون العسكري بين القاهرة وأنقرة يأتي في إطار العدوانية والتوسعية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن هذه المناورات تمثل رسائل مباشرة إلى الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والداعمين له.
تنسيق يتجاوز السياسة والاقتصاد
كما أشار "هريدي"، إلى أن مسار المصالحة المصرية – التركية لم يعد مقتصراً على الاقتصاد أو السياسة الخارجية، بل تجاوز ذلك إلى أحد أكثر الملفات حساسية، وهو التنسيق الأمني والعسكري، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل تطوراً هاماً ودليلاً على أن العلاقات بين البلدين تدخل مرحلة جديدة ذات أبعاد أمنية ودفاعية.
وأوضح "هريدي"، أن هذه المناورات ستفتح الباب أمام تطوير التعاون في المستقبل، لكنها تبقى محصورة في إطار الدفاع والردع، مؤكداً أن ذلك يعكس طبيعة المرحلة المقبلة.
تحذيرات إسرائيلية
وفي المقابل، وجه محلل إسرائيلي تحذير من تحركات مصر على الجانبين مع تركيا وحركة حماس، رغم كونها وسيطاً في أزمة الحرب على غزة.
وقال المحلل الإسرائيلي مردخاي كيدار، وهو باحث في الثقافة العربية، إن على مصر أن تحسم موقفها: "هل هي مع إسرائيل أم مع حماس؟"، مضيفًا في برنامج "هذا المساء" على القناة العبرية: "لا يمكن لمصر أن تجلس على الجدار — رجل هنا ورجل هناك — فهي من جهة تدعم حماس، ومن جهة أخرى تساعد إسرائيل في مفاوضات إطلاق سراح المخطوفين".
اتهامات بتهريب السلاح
كما أردف "كيدار"، قائلاً: "نعم، تلعب مصر دور الوسيط، لكن هناك اتهامات مستمرة بتهريب الأسلحة والمركبات من الأراضي المصرية إلى غزة، يجب أن يكون القرار واضحاً: إما مع الإرهاب الحمساوي أو مع السلام الإسرائيلي، وهذا لا يقتصر فقط على الحرب الحالية".
مناورات "بحر الصداقة"
والجدير بالإشارة أن وسائل الإعلام العبرية قد سلطت الضوء على المناورة البحرية المشتركة بين مصر وتركيا، التي تحمل اسم "بحر الصداقة"، والتي انطلقت اليوم الاثنين وتستمر حتى 26 سبتمبر الجاري في شرق البحر المتوسط.
ويذكر أن مناورات "بحر الصداقة" قد بدأت لأول مرة عام 2009 في مياه المتوسط، واستمرت سنوياً حتى عام 2013، قبل أن تتوقف بسبب التوترات السياسية بين القاهرة وأنقرة، وينظر إلى استئنافها الآن كإشارة واضحة على تحسن العلاقات الثنائية ورغبة مشتركة في تعزيز التعاون الأمني والدفاعي شرق المتوسط.