تعيش إسرائيل حالة من التخبط السياسي والإعلامي عقب الاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، فقد وصفت الصحف العبرية هذه التطورات بأنها هزيمة دبلوماسية غير مسبوقة، وخسارة ثقيلة لإسرائيل في معركة كسب الرأي العام العالمي.
سقوط مدوي في الأمم المتحدة
أوضح موقع "واي نت" التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت أن ما حدث داخل الأمم المتحدة يكشف عن انهيار سياسي لإسرائيل أمام المجتمع الدولي بعدما فشلت حكومتها في التصدي لموجة الاعترافات، وأكد التقرير أن هذه النتيجة تعكس تراجع نفوذ تل أبيب الدولي مقابل تنامي الحضور الفلسطيني في المؤسسات الأممية.
خلافات داخلية حول الرد
بدورها، ركزت صحيفة هآرتس على الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن سبل الرد على التطورات، حيث يدرس نتنياهو ووزراؤه خيارات من بينها فرض السيادة على مستوطنات محددة أو فرض إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن هذه الإجراءات قد تأتي بنتائج عكسية وتفاقم عزلة إسرائيل خاصة أمام أوروبا والولايات المتحدة.
تسونامي دبلوماسي
حذر موقع واللا من أن الاعتراف الدولي بفلسطين يمثل "تسونامي دبلوماسي" يضرب إسرائيل، معتبرًا أنه قد يكون بداية لتفكك شبكة الدعم التقليدي لها على المستوى الدولي. وأكد أن هذا المسار، إذا ترافق مع فتور الموقف الأمريكي، قد يقود إسرائيل إلى عزلة متزايدة ويشجع مزيدًا من الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تداعيات اقتصادية خطيرة
أما صحيفة جلوبس الاقتصادية فقد ركزت على الأبعاد المالية، محذرة من أن الاعترافات الأخيرة قد تفتح الباب أمام خطوات أوروبية صارمة، مثل فرض عقوبات اقتصادية أو تجميد الاتفاقيات التجارية، بل وحتى مناقشة حظر منتجات المستوطنات، وأكدت الصحيفة أن مثل هذه التحركات قد تؤثر مباشرة على الاقتصاد الإسرائيلي وتزعزع ثقة المستثمرين العالميين.
موقف رسمي ومعارضة متخبطة
على الصعيد السياسي، أجمعت وسائل الإعلام العبرية على وجود رفض إسرائيلي شبه كامل، حيث وصف نتنياهو الاعتراف الدولي بأنه "مكافأة للإرهاب"، أما المعارضة، فرأت أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل، لكنها لم تطرح بدائل أو خطط عملية لمواجهة الموقف.
تهديد لاتفاقيات أوسلو
دخلت مراكز الفكر الإسرائيلية على خط النقاش، إذ رأى المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن الاعتراف بدولة فلسطين يتعارض مع اتفاقيات أوسلو التي نصت على إقامة الدولة عبر مفاوضات مباشرة، بينما وصف مركز القدس للشؤون العامة الخطوة بأنها "خطأ تاريخي" يقوّض أي إمكانية للتوصل إلى تسوية سياسية مستقبلية.
دعوات لضبط النفس
رغم التصعيد في الخطاب الرسمي، حذر محللون إسرائيليون من ردود فعل متسرعة قد تأتي بنتائج عكسية، ودعوا إلى التعامل مع الموقف بعقلانية وحذر، وأشاروا إلى أن الاعترافات رغم رمزيتها، لن تغير الواقع الميداني بشكل مباشر، لكنها تشكل تحولًا سياسيًا خطيرًا يضعف صورة إسرائيل عالميًا ويمنح الفلسطينيين دعمًا أكبر على المستوى السياسي والقانوني.