بقلم / منيب حمودة
على أي حال غزة رغم كل ما جرى وما زال ؟! ويبث على الهواء مباشرة !؟ غزة لا تجيد لعب دور الضحية ؟! ولا يليق بها ** غزة *** وأنا المولود فيها **وتحفظني دروبها وحقولها وحواريها * وتسكنني شواطئها وملاعبها وأمسياتها ** غزة وأنا المغرم بصبيتها وصباياها بشيبها وشبابها ** غزة وأنا الهائم فيها وبها ** غزة هذه يا صديقي تشم رائحتها وعطرها في كل المطارات ونقاط الحدود **؟! فالغزي ومن النظرة الأولى يعرف الغزي في كل مطار أو محطة وفي أي زمان **!؟ ( برغم أنه لم يسبق لهم معرفة أو لقاء !) غزة عندما يسألني عنها العربي والأجنبي ؟! أجيب كطالب مدرسة فاشل !! يبكي سقوطه ... ولا يجيد لغة التخفي خلف الكلمات واضح وصريح ** يا الله يا رب الأرضيين السبع .. صحح لي الإجابة ... غزة على الخريطة أصغر من حي في عاصمة !! وغزة في قلبي أعظم من سور الصين !! وغزة في خاطري أقوى من حلف الناتو !! وغزة في الروح أقدم من حضارة الفراعنة !! وغزة بنسيم بياراتها أطيب من العطر الفرنسي !! وغزة بفقرها أجود من حاتم الطائي ! وغزة بدمها تتفوق على يوم النحر !! وغزة تصلي منذ عامين في رحالها ! بلا إمام أو خطيب ! وغزة تصوم رمضان جائعة !! وغزة هذه بلا جامعات ومعاهد وبلا مدارس ورياض أطفال !! وغزة هذه تعلم الدنيا وتشغلها ! وغزة هذه ملكة الإنتظار !! وسيدة الترحال !! وترفض الفرار !! وغزة هذه في عناق أبدي بين أجراس الكنائس ونداء الٱذان ** وغزة هذه شاء من شاء أول التقويم وخاتمة الزمان ** هذه غزة عندها تصلب في الشرايين !! وسيولة في الدم !! وهوية وطن وألوان العلم ** غزة هذه بلا كهرباء !؟ بلا شاشة تلفاز !؟ بلا تكييف أو غاز !؟ بلا قاتل للناموس والذباب !؟ غزة بلا تطعيم للأطفال !؟ غزة بلا غذاء أو دواء ؟! غزة بلا ماء صالح للإنسان !؟ غزة تفترش الأرض وتتلحف السماء !؟ غزة فقيرة لخيمة أو قطعة نايلون !؟ وأنا تلحفت بالأمس السماء وداهمتني مطرة أيلول !؟ كل هذا في غزة يا غزة !.. ويسألني وما زالت على قيد الحياة !؟ أجيب كراسب الإبتدائية .. في غزة تحفظ الصبايا لحن واسم القذائف ! وأنشودة ختيار القضية ( يردونني أسيرا أو طريدا أقول لهم شهيداً شهيداً شهيداً ** وفي غزة حكومة لحماس !!؟؟ تحصي عدد الضحايا والبيوت المدمرة ! وتنهب طعام و دواء الجرحى !؟ و في غزة بلديات لحماس تنهب سولار ٱبار المياه و محطات الصرف الصحي !؟ وباعت إطارات شاحنات النفايات والمكاتب والمكيفات قبل القصف ! وفي غزة يا صديقي يبيع أمير الجماعة بسكويت المساعدات والمكمل الغذائي ويحرم الأطفال الجوعى !! لينفق على جيش التقوى !؟ !؟ وفي غزة يطلق لصوص حماس النار على أقدام سارق علبة حليب لطفله الجائع !؟ وغزة ماهرة في التزييف !! فتنهبنا محلات التقوى !؟ ومولات التقوى ! وتسرقنا عبر التطبيق صرافات التقوى !؟ وجيش التقوى يبيع الخيام !؟ وعصابة التقوى تقطع طريق شاحنات المساعدات الإنسانية إلى مخازن الأمير !! وفي غزة قوات وكتائب المبادرين تلتقط صورنا في طابور المياه لعشرين متبرع !؟ وفي غزة ولغزة ناطقين إعلاميين يتحدثون عن غزة أخرى لا نعرفها !؟ وفي غزة جيش من حملة دكتوراة السودان عن بعد !؟ لا ندري عليها ختم برهان أو الدعم السريع !؟ في غزة 2 مليون جائع !؟ ولكل محافظةامير ملياردير !! وفي غزة خمسين ألف مليونير ! غزة اغتنى من دمها اسماعيل وخليل وخالد وموسى وزاهر و أسامة وغازي وسامي وطاهر وفوزي ومرداوي والدويري وزياد وكل جيش أبناء الياسين !؟ على أي حال .. كلما سألوني عن غزة ؟؟ أجيب كتلميذ فاشل يفر من المدرسة عبر فتحة في الأسوار !!؟؟ غزة فريدة وحيدة بين المدن !! تركب كل الأمواج ! وتتسلق كل الجبال ! وتعانق كل الأديان والمذاهب والأفكار !؟ تتوه في أسواقها !! وتحتار في هويتها ! فهذا قمباز فلاح فلسطيني ** وهذا يجول في شوارعها بزي باكستاني وآخر بغطاء رأس أفغاني !؟ ولحية إلى أسفل البطن !! وهذا يلف الأسواق بمحجانته !؟ وٱخر بمكبر صوت يذكرنا بالصلاة على النبي !؟ وتبقى فتح الحاضر البهي التقي النقي هذه غزة وكل المتناقضات !؟ كل هذا وهل يتبقى بعض جمال في غزة ؟! أجيب وأنا عالق على أرصفتها .. غزة بكل قبح تدينها الكاذب !؟ غزة جميلة الجميلات** وسيدة السيدات ** وأميرة الأميرات ** ولها قدم في الجنة وقدم في النار !؟ نصفها سهل ونصفها صخر ! غزة هذه .. كثير من الطهر ** وكثير من الحب ! غزة يا محدثي .. وإن أقام فيها الظلام ليالي !! غزة وإن حامت البوم فوق شرفاتها !! غزة وإن نعقت الغربان في ساحاتها !! غزة وإن أكلت الكلاب جثامينها ! فغزة هذه لا تتسعها اللغة ! وتضيق عنها البلاغة !! ويعجز أمامها سحر البيان !! تسأل لماذا ؟؟!! وأنا أجيبك كطالب راسب ثانوية أسكره عشقها ** غزة تحيا بالإيمان ** وتستقي من ينابيع عبد الباسط عبد الصمد ومصطفى اسماعيل والطبلاوي والحذيفي والمعيقلي والمنشاوي والحصري والعجمي *** وغزة في أمسياتها تنتشي مع صوت أم كلثوم والعندليب وفريد ونجاة وعبد الوهاب !! و غزة في عصاريها تحلق مع محمود درويش وسميح ** وفي غزة وقرص الشمس يتدلى للغروب ... نتسوح مع رنات عودك يا حسام ذياب أبو بليغ ** ويشنف أسماعنا أبو خالد العزايزة في هل رأى الحب سكارى *** سيدي المواطن الفلسطيني .. كل هذا ... وغزة العفيفة الشريفة ابتاعت المساعدات من الأبناء اللصوص !؟ وغزة عندما يجود عليها الأشقاء و تسعفها مساعدات مصر والسعودية والإمارات والأردن وقطر ** تشكر طهران !!؟؟ في غزة كثير هو النكران !؟ في غزة لولا حبها المبذور في القلب ما نزحنا من حي لحي !! ولا من مربع إلى مربع ! نفر من الموت لأننا نحب غزة ** غزة تتربع بين سيد الدنيا الهاشمي القرشي المكي ( صلى الله عليه وسلم ) ويسوع ببت لحم عليه السلام ** غزة مملكة الغرور !! فكل غزي رأس ! غزة تجمعها اللغة ويفرقها التثقيف الإخواني وحركاته !! وهو يستمطر عليها لغة التكفير والتخوين والتعهير ويسرق دمها الزكي في خزانة الجماعة !!؟؟ اتركني يا صديقي .. غزة بلدنا والمحبة دربنا ***