يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين، جلسته الشهرية العلنية المكرسة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية، في وقت تتصاعد فيه التوترات بالمنطقة وتستمر معاناة المدنيين جراء الحصار والتصعيد العسكري، وتأتي هذه الجلسة ضمن المتابعة الدورية التي يخصصها المجلس للأوضاع في الشرق الأوسط، حيث تحتل القضية الفلسطينية موقعًا محوريًا على جدول الأعمال الدولي.
إحاطة من نائب المنسق الأممي
يفتتح المجلس أعماله بالاستماع إلى إحاطة يقدمها نائب المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، راميز الأكبروف، ومن المتوقع أن يستعرض الأكبروف صورة شاملة عن آخر التطورات الميدانية، بما يشمل الوضع الإنساني المتدهور في غزة نتيجة العمليات العسكرية المستمرة، وأوضاع الأسرى والرهائن، إلى جانب الانتهاكات التي تشهدها الضفة الغربية من استيطان وتصعيد أمني، كما سوف يتناول في إحاطته آخر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الأمم المتحدة مع الأطراف المعنية لوقف التصعيد وإحياء مسار المفاوضات.
مناقشة إنسانية وأمنية واسعة
الجلسة سوف تمنح الدول الأعضاء فرصة لعرض مواقفها بشأن القضايا الملحة، مثل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمان حماية المدنيين، والتأكيد على الالتزام بالقانون الدولي، ومن المتوقع أن يثير بعض الأعضاء قضايا تتعلق باستخدام القوة المفرطة من قبل الجيش الإسرائيلي، ومخاطر انهيار أي جهود للتهدئة إذا استمرت العمليات العسكرية، كما قد تتطرق النقاشات إلى الدور الإقليمي لكل من مصر وقطر في الوساطات الجارية، وكذلك المواقف الأمريكية والأوروبية من الخطة المطروحة لوقف إطلاق النار.
جلسة مشاورات مغلقة
وبعد انتهاء النقاشات العلنية، سيعقد المجلس جلسة مشاورات مغلقة بعيدًا عن وسائل الإعلام، حيث يبحث الأعضاء بشكل أعمق سبل التعامل مع المستجدات على الأرض، ويفاضلون بين خيارات إصدار بيان رئاسي أو بيان صحفي، أو الاكتفاء بالاستماع للتقارير الأممية دون تحركات عملية، في ظل الانقسام السياسي بين القوى الكبرى داخل المجلس.
أهمية الجلسة في السياق الدولي
تكتسب هذه الجلسة أهمية خاصة لأنها تأتي في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة واستمرار المواجهات مع حماس، بالتوازي مع التحركات السياسية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولقاءاته مع القيادة الإسرائيلية لمناقشة خطة إعادة الإعمار.
كما تمثل فرصة للدول العربية والإسلامية لطرح رؤيتها أمام المجتمع الدولي، ومطالبة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته تجاه إنهاء الاحتلال ووقف الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.