تطورات ميدانية ودبلوماسية.. قرار جديد من إسرائيل بشأن فتح معبر رفح وإدخال المساعدات 

معبر رفح
معبر رفح

في خطوة لافتة ضمن مسار التهدئة غير المعلن، قررت السلطات الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وفتح معبر رفح مجددًا، وذلك بعد ساعات من تسليم حركة حماس جثامين أربعة رهائن إسرائيليين كانت تحتجزهم منذ أشهر.

ووفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية "مكان" عن مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن هذا القرار جاء بعد مشاورات مكثفة داخل الحكومة الإسرائيلية، وسط تقديرات بأن حركة حماس قد تقدم على تسليم جثامين أربعة آخرين خلال الساعات المقبلة في إطار ضغوط دولية متزايدة لإحراز تقدم في هذا الملف الإنساني المعقد.

ضغوط دولية لتحريك ملف الرهائن

كشف مصدر سياسي إسرائيلي أن وسطاء دوليين بينهم ممثلون عن مصر وقطر والولايات المتحدة يمارسون ضغوطًا مكثفة على حركة حماس لتسريع عملية تسليم جثامين الرهائن الإسرائيليين.

ويأتي ذلك في ظل جهود متواصلة من الأطراف الوسيطة لإعادة إحياء المفاوضات الإنسانية التي توقفت منذ أسابيع بسبب تعقيدات الوضع الأمني في غزة واستمرار العمليات الإسرائيلية في بعض المناطق الحدودية.

بيان مكتب نتنياهو

وفي بيان رسمي صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكدت الحكومة أن إسرائيل تسلّمت جثامين أربعة من المخطوفين من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وتم نقل الجثامين بحسب البيان إلى وحدة خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" داخل قطاع غزة، قبل أن يتم إخراجها عبر معبر كرم أبو سالم، ومن هناك إلى الأراضي الإسرائيلية لاستكمال الإجراءات الرسمية والطبية.

تحقيقات وتشخيص في معهد أبو كبير

أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن معهد الطب الشرعي في "أبو كبير" بدأ بالفعل إجراءات فحص وتشخيص الجثامين للتأكد من هوياتهم الرسمية عبر تحليل الحمض النووي، تمهيدًا لإبلاغ عائلاتهم بالنتائج النهائية.

ومن المتوقع أن تنظم مراسم استقبال رسمية للجثامين في قاعدة عسكرية خاصة بحضور الحاخام العسكري الرئيسي وكبار الضباط، وذلك قبل نقلهم إلى المركز الوطني للطب العدلي لاستكمال الفحوصات النهائية وإتمام مراسم الدفن وفق البروتوكول العسكري المعتمد.

انعكاسات القرار على الوضع الإنساني في غزة

وجاء قرار إعادة فتح معبر رفح بعد أسابيع من الإغلاق التام الذي تسبب في أزمة إنسانية خانقة داخل القطاع، حيث تعطلت عمليات إدخال الوقود والمساعدات الطبية والغذائية، ما أدى إلى تدهور الأوضاع في المستشفيات والمراكز الإغاثية.

ويتوقع مراقبون أن تسهم هذه الخطوة في تخفيف حدة الأزمة مؤقتًا، لكنها لا تمثل بحسب وصفهم حلاً جذريًا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل يضمن استمرارية تدفق المساعدات دون قيود سياسية أو عسكرية.

قراءة في الموقف الإسرائيلي

يبدو أن تل أبيب تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إرسال رسالة مزدوجة للمجتمع الدولي: فهي من جهة تُظهر استعدادها للتجاوب مع الجهود الإنسانية، ومن جهة أخرى تستغل الملف كورقة ضغط في مسار التفاوض حول الرهائن والمفقودين داخل غزة.

ويرى محللون أن استئناف المساعدات قد يكون خطوة تكتيكية مرتبطة بوساطة أمريكية تهدف إلى فتح نافذة صغيرة للحوار، في ظل الانسداد السياسي والعسكري الذي يخيم على المشهد منذ أشهر.

وكالات