أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن لديها تقارير استخباراتية موثوقة تفيد بأن حركة حماس تخطط لشن هجوم قريب ضد المدنيين داخل قطاع غزة، معتبرة أن مثل هذا العمل سوف يمثل خرقًا مباشرًا لاتفاق وقف إطلاق النار الساري.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي، أن أي هجوم من هذا النوع سوف يقوض التقدم الذي تحقق مؤخرًا بفضل جهود الوساطة الدولية، وسوف يهدد الاستقرار الهش في القطاع.
كما شددت على أن الولايات المتحدة ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية سكان غزة والحفاظ على استمرارية وقف إطلاق النار في حال نفذت حماس خطتها المزعومة.
زيارة وفد حماس إلى القاهرة
بالتزامن مع هذه التحذيرات، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوصول وفد قيادي من حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة مساء الخميس، لبحث ملفات تتعلق بإدارة قطاع غزة ومستقبل الوضع الأمني فيه.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا عن مصادر مصرية مطلعة أن المباحثات تناولت إمكانية إدخال عناصر أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية إلى القطاع، حيث تم تدريبهم مسبقًا في القاهرة وعمان بهدف تعزيز التنسيق الميداني وضمان الاستقرار.
وأضافت المصادر أن القاهرة تمارس ضغوطًا واضحة على قيادة حماس لوقف ما وصفته بـ"الإعدامات الميدانية" التي تشهدها مناطق مختلفة من غزة في الأسابيع الأخيرة.
فتح تدين إعدام الصفطاوي
في المقابل، أصدرت حركة فتح بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه ما وصفته بـ"الجريمة البشعة" التي ارتكبتها حماس بإعدام الأسير المحرر هشام الصفطاوي بعد اقتحام منزله في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأكدت فتح أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها بل تأتي ضمن سلسلة متواصلة من الانتهاكات والإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية التي تنفذها حماس ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، في وقت يتطلب فيه الظرف الراهن توحيد الصفوف لمواجهة الاحتلال وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
اتهامات متبادلة
كما اتهمت حركة فتح حماس بالسعي إلى تثبيت سلطتها الأمنية وفرض هيمنتها على قطاع غزة عبر استخدام القوة والعنف ضد المعارضين، معتبرة أن هذه السياسات تخدم أهداف الاحتلال في تفكيك النسيج الوطني الفلسطيني.
وأضاف البيان أن الحركة التي سيطرت على غزة منذ انقلابها المسلح عام 2007 لا تزال تسير على النهج ذاته مستخدمة أدوات الترهيب لتكميم الأفواه وإخضاع المواطنين لسلطتها بالقوة.
ويأتي هذا التصعيد المتبادل بين حركتي فتح وحماس في وقتٍ حساس يشهد فيه القطاع توترًا سياسيًا وأمنيًا متزايدًا، وسط جهود إقليمية ودولية متواصلة لتثبيت وقف إطلاق النار ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة جديدة.