في تصريحات جديدة حملت الكثير من التفاصيل، كشف المبعوثان الأميركيان جاريد كوشنر وستيف ويتكوف عن الخطة الأميركية الشاملة لنزع سلاح حركة حماس وإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدين أن الإدارة الأميركية الحالية تعمل على إعادة تشكيل البنية السياسية والأمنية داخل القطاع بعد سنوات من الصراع.
اتفاق من 20 بندًا لتثبيت الأمن في غزة
وأوضح كوشنر وويتكوف في مقابلة أجرياها مع قناة "سي بي إس نيوز" الأميركية قبل مغادرتهما إلى إسرائيل، أن الاتفاق الذي تعمل عليه إدارة ترامب يتكون من 20 بندًا أساسيًا، تشمل الترتيبات الأمنية والإدارية والاقتصادية للمرحلة المقبلة في غزة.
وأشار كوشنر إلى أن نجاح هذه الخطة يتوقف على قدرة إسرائيل والآلية الدولية على إيجاد بديل سياسي فعّال يملأ الفراغ الحاصل في السلطة، مؤكداً: "إذا تمكنا من بناء نظام بديل قادر على الحكم، فلن تعود حماس مصدر تهديد لإسرائيل".
خطة "شراء الأسلحة"
وفي خطوة غير مسبوقة، كشف ويتكوف أن الولايات المتحدة تعتزم إطلاق برنامج خاص لشراء الأسلحة من الفصائل داخل غزة في محاولة لإقناع حماس بالتخلي عن ترسانتها العسكرية ومنعها من استعادة السيطرة بالقوة، وأوضح أن هذا البرنامج سيكون جزءًا من آلية نزع السلاح التدريجية، بحيث يجري تمويله دوليًا بإشراف مباشر من مجلس السلام الأميركي.
مجلس سلام برئاسة ترامب
وأشار كوشنر إلى أن الإدارة الأميركية بدأت بوضع الأسس لإنشاء هيئة حاكمة مؤقتة في غزة ستكون خاضعة لما يسمى “مجلس السلام”، الذي سوف يرأسه الرئيس دونالد ترامب شخصيًا.
وأوضح أن هذه اللجنة ستضم شخصيات فلسطينية مؤهلة وخبراء دوليين لإدارة المرحلة الانتقالية، مضيفًا: "الحديث عن الديمقراطية سابق لأوانه الآن، فالأولوية هي بناء نظام إداري فعّال ومستقر".
وأكد كوشنر وويتكوف أن جميع أنشطة المجلس ستجري بشفافية كاملة بهدف استعادة الثقة بين الأطراف، مشددين على أن الولايات المتحدة لا تريد استبدال حكومة فاسدة بأخرى فاسدة.
50 مليار دولار لإعادة الإعمار
وكشف ويتكوف أن تكلفة إعادة إعمار غزة تقدر بنحو 50 مليار دولار، مضيفًا أن توفير التمويل سوف يكون الجزء الأسهل في الخطة نظرًا للاستعداد المسبق من عدة دول عربية وأوروبية للمشاركة في التمويل.
وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع سوف تبدأ فور إطلاق الخطة رسميًا، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية تتحدث مع مقاولين من دول الشرق الأوسط للمشاركة في عمليات البناء، لأنهم الأكثر دراية بالسوق المحلية وآلياتها.
ضمانات أميركية لحماية المدنيين
وفي ما يتعلق بالوضع الأمني، أكد ويتكوف أن احتمال إرسال قوات أميركية إلى غزة ضعيف جدًا، فيما نفى كوشنر ذلك بشكل قاطع، موضحًا أن التركيز سيكون على الوسائل السياسية والدبلوماسية.
وأشارا إلى أن بعض عناصر الخطة بدأ تنفيذها فعليًا، منها تحرير الرهائن الإسرائيليين وإعادة جثامين القتلى إلى ذويهم، إضافة إلى خطوات لحماية المدنيين واستقرار وقف إطلاق النار في حال اندلاع أي مواجهات جديدة.