تدرس الحكومة الإسرائيلية خياراتها تجاه حركة حماس، بعد اتهامها للحركة بتعمد تأخير تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين المحتجزة في قطاع غزة منذ الأسبوع الماضي.
وتأتي هذه التطورات بعد إنذار وجهه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى حماس مساء السبت، طالبها فيه بتسليم الجثث خلال 48 ساعة، مشيرًا إلى إمكانية تسليم جزء منها فورًا.
وفي إسرائيل، يسود ترقب مع اقتراب انتهاء المهلة الأميركية، بينما سمحت سلطات الاحتلال لبعثة هندسية مصرية بدخول مناطق تخضع لسيطرتها داخل القطاع للمساعدة في تحديد مواقع الجثث.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول في الحكومة قوله إنّه "في حال لم تُظهر حماس أي تقدّم حتى المساء، فستُبحث خطوات الرد"، مضيفًا أنّ "الوقت ينفد وصبرنا يوشك على الانتهاء".
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنّ حماس تحتفظ بمعلومات حول أماكن دفن 13 جثة على الأقل، لكنها ترفض تسليمها لكسب الوقت. في المقابل، تتواصل أعمال البحث داخل غزة بمشاركة عناصر من الحركة وآليات هندسية مصرية، وبالتنسيق مع الصليب الأحمر.
وبحسب القناة، جاءت الموافقة على تنفيذ هذه العمليات بقرار من المستوى السياسي الإسرائيلي رغم الشكوك في نيات حماس، بهدف إظهار التعاون الكامل أمام الوسطاء وإسقاط أي مبررات للتأخير.
في الأثناء، تتواصل النقاشات داخل إسرائيل حول الخطوات المحتملة إذا لم تحقق فرق البحث أي نتائج ملموسة حتى نهاية اليوم.
وفي سياق متصل، نظّمت حماس جولة ميدانية في حي الشجاعية، داخل منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الآخر من "الخط الأصفر"، بحثًا عن جثث الأسرى تمهيدًا لإعادتها إلى إسرائيل.
كما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أنّ تل أبيب وافقت مبدئيًا على تنفيذ عمليات مشابهة في خانيونس جنوبي القطاع، لكنها لم تُنسق بعد بشكل رسمي.
ويعدّ هذا التحول خروجًا عن الموقف الإسرائيلي السابق، الذي كان يرفض السماح بدخول أي فرق أجنبية إلى غزة قبل استكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتوضح التقارير أنّ الضغوط الأميركية كانت وراء هذا التغيير، إذ دفعت إسرائيل إلى السماح بدخول الفرق المصرية. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، جرت اتصالات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس عبر وسطاء، تبادل خلالها الطرفان معلومات عن مواقع يُعتقد أنّها تضم جثث الأسرى، وأُجريت عملية مطابقة للبيانات لتسهيل مهمة الفرق المصرية في الميدان.
