كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في تقرير نشر اليوم الجمعة، عن عدم تبادل السفراء بين مصر وإسرائيل يكشف طبيعة السلام الهش بين الجانبين، رغم مرور عقود على توقيع اتفاق التطبيع بينهما.
وأشارت "الصحيفة"، إلى أن سفارتي إسرائيل في مصر والأردن بقيتا بلا سفراء فعليين منذ سنوات، موضحة أن السبب يتجاوز الطابع البروتوكولي ليعكس حقيقة أن "السفير رمز"، وفقًا لمسؤولين مصريين وأردنيين.
بروتوكول غائب وحضور باهت
وأفادت "الصحيفة"، بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل 23 سفيرًا جديدًا في القصر الرئاسي مؤخرًا، إلا أن السفير الإسرائيلي الجديد أوري روتمن كان غائبًا، ولم يسمح له حتى بتقديم أوراق اعتماده إلى وزارة الخارجية المصرية، رغم تسميته منذ أكثر من عام خلفًا للسفيرة السابقة أميرة أورون.
ويواصل روتمن إدارة شؤون البعثة الإسرائيلية من القدس المحتلة، بينما يعمل فريقه من حي المعادي في القاهرة دون وجود رسمي لسفير داخل مصر.
الأردن.. مشهد أكثر تعقيدًا
وفي الأردن، لفت "الصحيفة"، إلى أن مبنى السفارة الإسرائيلية مغلق منذ أكثر من عامين، رغم استمرار الحماية الأمنية له، بالتزامن مع احتجاجات شعبية متفرقة ضد إسرائيل.
وأضافت "الصحيفة"، أن الملك عبد الله الثاني توقف عن انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنًا، بينما تواصل الملكة رانيا ذات الجذور الفلسطينية توجيه انتقادات للسياسات الإسرائيلية بعيدًا عن العلن.
علاقات مجمدة وحركة عبور محدودة
وفي السياق ذاته، أشارت "الصحيفة" إلى غياب الرحلات المباشرة بين تل أبيب وعمان، رغم فتح المعابر البرية، حيث يقتصر العبور على عدد محدود لا يتجاوز مئة عامل أردني يعملون في فنادق إيلات عبر طريق العقبة.
وأوضحت "الصحيفة"، أن السياحة بين مصر وإسرائيل شبه معدومة، إذ يسمح للمصريين بدخول إسرائيل فقط عبر جوازات سفر أجنبية، بينما يتمكن العديد من الأردنيين من الوصول إلى الضفة الغربية ومن ثم الدخول إلى إسرائيل سرًا.
مقارنة مع دول التطبيع الجديدة
وكشف التقرير مفارقة لافتة، حيث يستطيع مواطنو المغرب والبحرين والإمارات دخول إسرائيل بسهولة أكبر مقارنة بمواطني مصر والأردن، رغم أن هذه الدول وقعت اتفاقيات تطبيع حديثة ضمن "اتفاقيات إبراهيم" ولم تشهد طرد سفراء إسرائيليين منها.
الأمن أولًا والرمزية حاضرة
وفي سياق متصل لفتت "الصحيفة"، إلى أن مسؤولين مصريين وأردنيين أكدوا أن أي انفراج دبلوماسي لن يحدث قريبًا، موضحين أن الأردن يشترط رحيل نتنياهو لبدء أي تقارب، بينما تتوقع مصر "تقاربًا محدودًا" دون انفتاح كامل أو تدفق سياحي واسع.
ووفقًا لما ذكرته "يديعوت أحرونوت"، فإن السبب الرئيسي وراء منع دخول السفير الإسرائيلي إلى القصر الرئاسي هو "الخطر الكبير عليه"، حيث يمثل السفير رمزًا مستهدفًا في نظر جهات عديدة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن مصر تتحرك دبلوماسيًا وأمنيًا على أعلى المستويات لضبط العلاقات، كما تمنع المظاهرات الشعبية رغم حالة الغضب العام ضد إسرائيل، مع استمرار الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعزيز دور مصر القيادي في الإقليم.
