لا يزال أفيشاي إدري يعيش حالة تردد عميقة بشأن العودة إلى أحد التجمعات السكنية (الكيبوتز) الذي غادره في جنوب إسرائيل عقب عملية "طوفان الأقصى" قبل عامين، وسط هواجس مستمرة من إمكان تجدد الحرب في غزة.
ويتذكر إدري (41 عاما) فترات مليئة بالسعادة قضاها في تربية أطفاله الأربعة داخل كيبوتز ناحال عوز، الذي لا يبعد سوى مئات الأمتار عن حدود قطاع غزة، حيث تفصل بينهما حقول البطاطا ودوار الشمس.
خوف رغم الهدوء
ومنذ موافقة حركة حماس وإسرائيل على وقف إطلاق النار الشهر الماضي، عادت أجواء الهدوء النسبي إلى المنطقة، لكن إدري، إلى جانب سكان آخرين، يشيرون إلى أن هذا الهدوء مصحوب بشعور عميق بالقلق حيال ما قد تحمله الأيام المقبلة.
وخلال حديث لـ"رويترز"، قال "إدري"، من كيبوتز في شمال إسرائيل: "تنتابنا مشاعر متضاربة للغاية بشأن العودة".
وتابع "إدري": "من المهم جدا العودة لتجاوز الصدمة نفسيا بعد العجز والإذلال اللذين عشناهما.. لكن ذلك يتعارض مع المنطق الذي يدفعنا للتفكير في ما قد يحدث لاحقا".
إجراءات حكومية وتشجيع للعودة
وعلى الرغم من تجدد أعمال العنف التي أثارت تساؤلات حول جدية وقف إطلاق النار، رفعت إسرائيل حالة الطوارئ المفروضة منذ عامين على المناطق القريبة من حدود غزة، كما سمحت للجيش بتخفيف قيود حركة السكان.
وفي إطار محاولاتها لإعادة الحياة إلى تلك المناطق، أعلنت الحكومة أنها ستتوقف عن دفع تكاليف إقامة سكان ناحال عوز في أماكن بديلة، كخطوة لدفعهم نحو العودة إلى منازلهم.
عودة محدودة ومخاوف مستمرة
والجدير بالذكر أنه حتى الآن، لم يعد سوى نحو نصف سكان ناحال عوز البالغ عددهم 400 نسمة، كما وأكد عدد من العائدين أنهم شهدوا سقوط صواريخ أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية على الكيبوتز بين الحين والآخر، رغم الأجواء الهادئة الأخيرة. وتستمر المخاوف في نفوس السكان، مع تزايد التساؤلات حول مدى صمود وقف إطلاق النار واستقرار المنطقة على المدى الطويل.
