ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، صباح اليوم الثلاثاء، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يحسم بعد قراره بشأن السماح بمرور آمن لنحو 200 عنصر من حركة حماس في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأوضحت مصادر سياسية إسرائيلية للصحيفة أن نتنياهو تراجع مؤقتًا عن تنفيذ هذه الخطوة، وذلك تحت ضغط واضح من داخل حكومته اليمينية، التي اعتبرت القرار تنازلًا سياسيًا غير مقبول في هذا التوقيت الحساس.
ويعكس هذا التراجع حالة الارتباك والانقسام داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، خاصة مع تصاعد الانتقادات من أطراف الائتلاف الحاكم ضد أي خطوة يمكن أن تُفسَّر على أنها "لين" تجاه حماس بعد شهور طويلة من الحرب الدامية في غزة.
تقديرات استخباراتية
وفي سياق متصل، كشفت الصحيفة أن تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي تشير إلى أن حركة حماس قد لا تملك معلومات كاملة عن أماكن جميع جثامين المحتجزين الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم داخل القطاع.
ويرى الجيش الإسرائيلي – وفقًا للتقرير – أن ترك حماس تبحث عن تلك الجثث بنفسها سيكون أسرع وأكثر فاعلية من أن تتولى قوات الاحتلال هذه المهمة، في إشارة إلى تعقيدات المشهد الميداني داخل غزة وصعوبة تحديد أماكن القتلى في ظل الدمار الواسع الذي خلفته العمليات العسكرية.
خيارات تصعيدية جديدة
وفي تقرير آخر، كشف موقع "واللا" الإسرائيلي أن حكومة نتنياهو تدرس حاليًا مجموعة من الخطط التصعيدية ضد حركة حماس، بعد فشلها في استعادة أي من جثامين المحتجزين خلال الأيام الماضية.
وأوضح التقرير أن الأجهزة الأمنية والسياسية الإسرائيلية تبحث خيارات تشمل استئناف الاغتيالات المركزة ضد قادة المقاومة، بالإضافة إلى تحريك قوات برية إضافية لتوسيع نطاق السيطرة العسكرية داخل مناطق جديدة في قطاع غزة، في محاولة للضغط على الحركة وإجبارها على تقديم تنازلات ميدانية أو تفاوضية.
ضغوط أمريكية ومخاوف إسرائيلية
وأشار الموقع إلى أن مسؤولين أمنيين أمريكيين يمارسون ضغوطًا متزايدة على إسرائيل للإسراع في نشر قوات متعددة الجنسيات داخل قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة، في إطار خطة لإدارة الوضع الأمني بعد الحرب.
إلا أن القيادة الإسرائيلية رفضت بشدة مشاركة أي قوات من تركيا أو قطر ضمن هذه القوة، معتبرة أن وجودهما يعد "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه نظرًا لمواقف الدولتين الداعمة للمقاومة الفلسطينية.
ونتيجة لذلك، توقعت التقارير أن يتم تأجيل المرحلة الأولى من تشكيل القوة الدولية، إلى حين التوصل لتفاهمات أوسع بين تل أبيب وواشنطن بشأن طبيعة هذه القوة وقيادتها وشروط عملها داخل القطاع.
واشنطن تسعى لدور أكبر
وختم التقرير بالإشارة إلى أن زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى إلى تل أبيب، من بينهم الجنرال دان كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، فسرت داخل الأوساط الإسرائيلية على أنها محاولة أمريكية لفرض دور قيادي في صياغة القرارات المتعلقة بمستقبل غزة.
ويرى مراقبون أن واشنطن تسعى إلى الإمساك بخيوط إدارة المشهد في القطاع، سواء على المستوى العسكري أو الإنساني، لضمان أمن إسرائيل واستقرار المنطقة، وهو ما يُقابل بتحفظات إسرائيلية تخشى من أن يؤدي النفوذ الأمريكي المتزايد إلى تقليص حرية القرار الإسرائيلي الميداني والسياسي في التعامل مع ملف غزة المعقد.
