أنفاق “الخط الأصفر” تربك إسرائيل.. معركة مع مقاتلي حماس تحت الأرض تكشف أزمة ميدانية غير مسبوقة

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

كشفت مصادر إعلامية عبرية عن تعثر واضح في عمليات الجيش الإسرائيلي داخل مناطق رفح، حيث يجد الجنود صعوبة كبيرة في التعامل مع مقاتلي كتائب القسام المتحصنين في شبكة أنفاق معقدة تقع خلف ما يُعرف إسرائيليًا بـ"الخط الأصفر".

وتقدر إسرائيل عدد المقاتلين العالقين في تلك المنطقة بنحو 200 عنصر مسلحين بأسلحة رشاشة وقناصات ومضادات للدروع، ما يجعل المواجهة معهم مرهقة وبالغة الخطورة.

تكتيك الأنفاق

بحسب قناة i24news، أوضح مسؤول عسكري أن المشكلة الأساسية التي تواجه الجيش ليست فقط في عدد المسلحين، بل في الاستراتيجية القتالية التي يعتمدونها داخل منطقة العمليات، فمقاتلو حماس لا يظهرون إلا للحظات قصيرة، يخرجون خلالها من الأنفاق لاستهداف القوات بنيران قنص أو صواريخ مضادة للدروع، قبل أن يختفوا مجددًا تحت الأرض، ما يجعل القوات الإسرائيلية عاجزة عن ملاحقتهم أو تحديد مواقعهم بدقة.

هذا التكتيك—وفق تقديرات عسكرية—أدى إلى شلل نسبي في قدرة الجيش على التقدم، ودفعه لإعادة تقييم خياراته الميدانية.

لغز جثمان هدار غولدين يعود للواجهة

تطرقت القناة العبرية إلى معلومات تفيد بأن جثمان الجندي الإسرائيلي هدار غولدين، والذي قيل سابقاً إنه محتجز في أحد الأنفاق، لا يوجد فعلياً داخل الشبكة التي يتحصن بها المقاتلون، وزادت هذه المعلومة الجديدة من تعقيد المشهد، خصوصاً أن ملف غولدين يُعد من أكثر الملفات حساسية داخل إسرائيل.

معضلة القيادة الإسرائيلية

تشير تقارير إعلامية إلى أن إسرائيل تعيش حالة ارتباك بشأن كيفية التعامل مع هؤلاء المقاتلين المحاصرين خلف خطوطها، فبينما تدفع المؤسسة العسكرية باتجاه حسم عسكري، تتعرض الحكومة لضغوط من وسطاء إقليميين ودوليين للدخول في تسوية تنهي هذا الملف دون مزيد من التصعيد.

وخلال الأسبوعين الماضيين فقط، قتل 3 جنود إسرائيليين في هجمات نفذها مقاتلو حماس انطلاقاً من منطقة يطلق عليها "جيب جنينة"، ما رفع مستوى القلق بين القيادات العسكرية.

توصية من رئيس الأركان

رفع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، توصية للقيادة السياسية تتضمن إمكانية السماح للمقاتلين بالخروج من منطقة الخط الأصفر في حال موافقتهم على تسليم جثمان هدار غولدين، على أن يتم ذلك دون حمل أي أسلحة، وتعكس هذه التوصية مدى الإحراج الميداني الذي تعاني منه القوات الإسرائيلية، خاصة مع استمرار الخسائر داخل المنطقة.

واشنطن تدخل على الخط

من جانبهم، كشف مسؤولون أمريكيون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ترى في هذا الوضع فرصة لإطلاق نموذج جديد يستهدف نزع سلاح حركة حماس عبر استغلال الظروف المحيطة بمقاتليها العالقين خلف الخطوط الإسرائيلية.

وتعتقد واشنطن أن أزمة الأنفاق قد تمثل مدخلاً لتغيير قواعد اللعبة في غزة، في حال تم التوصل إلى اتفاق دولي بشأنها.

وكالات