في خطوة وصفت بأنها الأكثر رمزية منذ إعادة إحياء اتفاقيات التطبيع في المنطقة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انضمام جمهورية كازاخستان رسميًا إلى اتفاقيات أبراهام، مؤكداً أن هذا القرار يمهّد لمرحلة جديدة من التحالفات السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وجاءت الخطوة في إطار رؤية ترامب خلال ولايته الثانية لإعادة تشكيل خريطة العلاقات بين الدول المؤثرة إقليميًا، واعتبرها دليلاً على أن موجة التطبيع لم تتوقف بل تتوسع.
بداية موجة جديدة
وفي تصريحاته التي حملت نبرة انتصار سياسي واضح، قال ترامب إن كازاخستان أصبحت أول دولة تنضم إلى اتفاقيات أبراهام في ولايتي الثانية، مشيراً إلى أنها لن تكون الأخيرة، وأكد أنه تلقى إشارات قوية من عدة دول أخرى تستعد للدخول إلى ما وصفه بـ"نادي القوة"، في إشارة إلى التحالفات التي تنبني على المصالح الاقتصادية والتعاون الأمني مع إسرائيل.
وكشف ترامب أنه أجرى اتصالاً ثلاثياً جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس كازاخستان، وأن ترتيبات حفل توقيع رسمي ستُعلن قريباً، وسط توقعات بحدث سياسي واسع يعيد لترامب حضورًا دوليًا لافتًا.
خطوة منطقية
من جانبها، لم تخفي الحكومة الكازاخستانية ارتياحها للخطوة، بل وصفتها في بيان رسمي بأنها استمرار طبيعي لمسارها السياسي القائم على الحوار والانفتاح والتوازن بين القوى الدولية، وأكد البيان أن الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية يأتي تعزيزًا لمبادئ الاستقرار الإقليمي التي تبنّتها دول آسيا الوسطى خلال العقود الأخيرة.
وأوضحت الحكومة أن قرارها ليس قطيعة مع الماضي، بل توسيع للعلاقات القائمة، خصوصًا أن كازاخستان تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ سنوات وتملك سفارة نشطة في تل أبيب.
خطوة رمزية
ورغم أن العلاقات بين كازاخستان وإسرائيل ليست جديدة، فإن انضمام الدولة الآسيوية للاتفاقيات يحمل أبعاداً سياسية تتجاوز الجانب البروتوكولي، فهو يمنح الاتفاقيات دفعة جديدة بعد فترة من الجمود ويعيدها إلى الواجهة في ظل التطورات الإقليمية المعقدة خاصةً مع استمرار الحرب في غزة والضغوط الأميركية لخلق مسار موازٍ يرسّخ الاستقرار عبر التطبيع.
ويرى مراقبون أن دخول دولة ذات موقع جيوسياسي مهم مثل كازاخستان سيؤثر على توازنات المنطقة خاصةً فيما يتعلق بعلاقاتها مع كل من روسيا والصين، ويضيف بعداً جديداً للتنافس الدولي على نفوذ آسيا الوسطى.
