في الذكرى الحادية والعشرين لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وجه الرئيس محمود عباس كلمة مطولة أكد فيها أن القيادة الفلسطينية ماضية في مواصلة المسار الذي وضع أسسه القائد المؤسس، وقال إن إرث أبو عمار لم يكن مجرد سيرة سياسية، بل كان عقيدة نضالية صاغها بسنوات من الكفاح والإيمان المطلق بأن الشعب الفلسطيني يستحق دولة حرة مستقلة تعيش بكرامة بين الأمم.
وأوضح عباس أن عرفات لا يزال حاضراً في ذاكرة الفلسطينيين كقائد جمع بين الفكر والعمل، ووضع هو ورفاقه المؤسسون بذور المشروع الوطني الحديث، فحمل راية فلسطين في المحافل الدولية، وحوّلها إلى قضية مركزية في ضمير العالم، وأضاف أن أبو عمار عاش حياته من أجل فلسطين، واستشهد وهو متمسك بحلم رفع العلم الفلسطيني فوق أسوار القدس وكنائسها ومآذنها.
استمرار العمل السياسي
وتوقف الرئيس عباس عند مسار العمل الوطني بعد رحيل عرفات، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية واصلت النضال السياسي والدبلوماسي، فدفعت باتجاه تعزيز الحضور الفلسطيني في المؤسسات الدولية، وأشار إلى أنه منذ عام 2012 حصلت فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، إضافة إلى الانضمام كعضو كامل في أكثر من مئة منظمة ووكالة دولية، فضلاً عن رفع العلم الفلسطيني في ساحات الأمم المتحدة.
وأعلن عباس أن هذا الجهد مستمر، وأن القيادة تتابع خطوات تثبيت الدولة الفلسطينية قانونياً ودولياً، مؤكداً أن عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين وصل إلى 160 دولة حول العالم، وهو ما يعد مكسباً سياسياً يعزز الرواية الفلسطينية، ويمنح الشعب دفعة إضافية نحو تحقيق حقوقه المشروعة.
التزام بالوحدة الوطنية
وأكد الرئيس عباس أن القيادة الفلسطينية باقية على عهدها تجاه الوحدة الوطنية، وأنها لن تحيد عن مسار يجمع الكل الفلسطيني على قاعدة البرنامج السياسي لمنظمة التحرير والشرعية الدولية، وشدد على أن الدولة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد هي أسس أي مشروع وطني ناجح، وأن المقاومة الشعبية السلمية هي الخيار القادر على توحيد الفلسطينيين وتحقيق دعم دولي واسع.
تعزيز صمود الفلسطينيين
وتحدث الرئيس عن جهود دعم صمود الفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة، سواء في القدس أو غزة أو الضفة الغربية أو مخيمات اللجوء حول العالم، وأوضح أن الحفاظ على الهوية الفلسطينية، بكل ما تحمله من تاريخ وتراث وثقافة، هو واجب وطني مستمر، وأن الشعب الفلسطيني يملك من الإرادة ما يجعله قادراً على حماية حقوقه، مهما كانت الظروف.
ختام الخطاب
وفي ختام كلمته، ترحم الرئيس محمود عباس على روح الشهيد ياسر عرفات، مؤكداً أن أبو عمار سيظل رمزاً للثورة والكرامة، وعنواناً للوحدة الوطنية، وصوتاً يذكر الفلسطينيين دائماً بأن الحرية والاستقلال هدف لا تراجع عنه.
