كشفت تقارير تركية، يوم الاثنين 11 نوفمبر 2025، عن استعداد تركيا لإرسال قوة عسكرية كبيرة إلى قطاع غزة، ضمن خطة موسعة تهدف إلى دعم الاستقرار الأمني والمشاركة في جهود إعادة الإعمار بعد الحرب الأخيرة.
تفاصيل القوة التركية ومهامها
وفقًا لتقرير موقع "ميدل إيست آي"، فإن الحكومة التركية بصدد إعداد خطة متقدمة لإرسال مئات الجنود إلى غزة ضمن قوة حفظ سلام دولية، وتم خلال الأسابيع الماضية تشكيل وحدة خاصة تضم حوالي 2000 جندي مختارين من وحدات مختلفة بالجيش التركي، يمتلك معظمهم خبرة سابقة في مهام حفظ السلام والمناطق التي مزقتها الصراعات.
كما من المتوقع أن تنضم هذه القوة إلى بعثة دولية أوسع نطاقًا تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف تعزيز الأمن واستقرار الوضع الميداني في غزة، والمساهمة في إعادة إعمار القطاع.
العناصر المشاركة والمعدات اللوجستية
أوضح التقرير أن نحو ألف جندي برّي مستعدون للمشاركة في العملية، مع تعزيز القوة بخبراء مهندسين ولوجستيين، بينما لا تزال مشاركة وحدات بحرية تحت الدراسة في هذه المرحلة.
وأشار مسؤول تركي إلى أن المبادرة ستكون دولية منسقة وليست أحادية الجانب، موضحًا أن الوجود التركي يسعى لتوفير التوازن والمصداقية على الأرض، ومنع أي تصعيد مستقبلي.
موقف إسرائيل والولايات المتحدة
أبدت إسرائيل اعتراضًا شديدًا على إمكانية تمركز القوات التركية في غزة، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك بأنه "خط أحمر".
في المقابل، تتواصل المحادثات مع الولايات المتحدة لتحديد شكل الدور التركي ضمن الاتفاقات الأمنية الجديدة، مع إبراز العلاقة الشخصية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبعض المسؤولين الأمريكيين، والتي قد تؤثر على اتخاذ القرار النهائي بشأن نشر القوات.
أهداف تركيا من المشاركة
أكد أردوغان ووزير خارجيته جان فيدان أن مشاركة تركيا ستكون مرتبطة بتفويض واضح من مجلس الأمن الدولي، وأنها مستعدة لإرسال القوات إذا اقتضت الحاجة.
كما تسعى تركيا إلى لعب دور محوري في إعادة إعمار غزة وضمان استقرار الوضع بعد الحرب، إلى جانب مشاركتها في جهود إنقاذ المدنيين العالقين في أنفاق رفح، بالتعاون مع حماس، ومفاوضاتها لإعادة جثمان الجندي الإسرائيلي هدار غولدين بعد أكثر من 11 عامًا في الأسر.
موقف الدول الإقليمية الأخرى
أفادت تقارير أن أذربيجان، إحدى الدول المرشحة لإرسال قوات، لن تشارك في المرحلة الراهنة بسبب استمرار التوترات الميدانية.
كما صرح أنور قرقاش، المستشار السياسي لرئيس الإمارات محمد بن زايد، أن بلاده لا تنوي إرسال قوات إلى غزة في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن الوضع في القطاع حساس للغاية ويستدعي الحذر.
التحديات أمام المبادرة
رغم استعداد تركيا وحرصها على تقديم الدعم، تبقى هناك خلافات كبيرة مع إسرائيل حول طبيعة الدور العسكري التركي، بالإضافة إلى الحاجة للحصول على تفويض دولي رسمي يضمن شرعية وجود القوة على الأرض.
وتشير المصادر إلى أن أنقرة تحاول التأكيد على أن مهمتها ستكون ضمن إطار دولي، لضمان استقرار القطاع وحماية المدنيين، مع مراقبة دقيقة للوضع الأمني بعد الحرب الأخيرة.
