بقلم: المحامي علي أبو حبلة
– تشهد مدينة طولكرم، بما فيها المخيمات المحيطة بها، تصاعدًا خطيرًا في مظاهر الانفلات الأمني، والتي انعكست في سلسلة من الجرائم والاعتداءات على المواطنين والممتلكات. وتشمل هذه الحوادث إطلاق النار العشوائي، حرق المركبات، استهداف المنازل، السرقات المنظمة، وكشف شبكات تزوير الأدوية وترويجها. المظاهر والدلالات تعكس هذه الأحداث مؤشرات استراتيجية واضحة، إذ تعد طولكرم مستهدفة ضمن مخطط أوسع للاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى: خلق بيئة طاردة للحياة من خلال نشر الفوضى والرعب، إضعاف سلطة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، خاصة مع القيود التي يفرضها الاحتلال على حرية تحركها داخل المدينة والمخيمات، استهداف الشخصيات القانونية والمهنية والمجتمعية، ما يهدد استقرار المجتمع المدني ويضعف سلطة القانون. كما تشير هذه الحوادث إلى وجود شبكات منظمة تستغل الفراغ الأمني لتحقيق مكاسب مالية وغير مشروعة، سواء عبر السرقات أو تزوير الأدوية، ما يضع المجتمع أمام تهديد مزدوج: أمني وصحي. التداعيات المحتملة إذا استمر الوضع 1. تراجع شعور المواطنين بالأمن والاستقرار، ما يؤثر على الحركة الاقتصادية والاجتماعية. 2. تهديد النسيج الاجتماعي والقانوني، خصوصًا عند استهداف الشخصيات المجتمعية والقانونية، مما يعزز ثقافة الإفلات من العقاب. 3. تصاعد الفوضى والجريمة المنظمة، ما قد يؤدي إلى صعوبة السيطرة عليها مستقبليًا. 4. تعزيز مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تفريغ المدينة والمخيمات من السكان وخلق بيئة طاردة للحياة. التحذيرات والتوصيات تكثيف جهود الأجهزة الأمنية والضابطة الجمركية لملاحقة مرتكبي الجرائم وضمان تطبيق القوانين بحزم وشفافية. وضع خطط عملية واستراتيجية لإفشال المخططات التي تستهدف المدينة والمخيمات، بالتنسيق الكامل بين المؤسسات الأمنية والمجتمع المدني. فرض العقوبات الرادعة على كل من يتعامل مع جهات مشبوهة أو المستوطنات لمنع استغلال الفراغ الأمني. تعزيز برامج التوعية المجتمعية وتحذير المواطنين من المخاطر المحتملة، وتشجيع التعاون الفعّال مع الأجهزة الأمنية. تطوير آليات المراقبة والتدخل السريع باستخدام التقنيات الحديثة لضمان استجابة فعّالة واحتواء أي تهديد قبل تفاقمه. رسالة ختامية للجهات المسؤولة والمعنية إن استمرار الوضع الأمني المتدهور في طولكرم، مع القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على حرية تحرك الأجهزة الأمنية، يهدد الأمن العام والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ويجعل المدينة والمخيمات مستهدفة ضمن مخطط يهدف لتفريغها من الحياة. نناشد الجهات الرسمية والمعنية باتخاذ إجراءات عاجلة وممنهجة لضمان حماية المواطنين وممتلكاتهم، ومنع تفاقم الانفلات الأمني، وإفشال المخططات التي تهدف إلى خلق بيئة طاردة للحياة. إن حماية الاستقرار والأمن مسؤولية مشتركة تتطلب تعاونًا كاملاً بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المدني والمؤسسات الرسمية لضمان صمود المدينة وسكانها أمام أي مخاطر مستقبلية.
