قام آلاف الإسرائيليين بتوقيع عريضة موجهة إلى وزير الجيش يسرائيل كاتس، تطالب بإغلاق فوري لمراكز الاعتقال العسكرية التي يتعرض فيها المعتقلون الفلسطينيون لتعذيب أدى إلى وفاة عشرات منهم.
حراك جماهيري واسع
ووفقًا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية، اليوم الثلاثاء، فأن أكثر من 4100 إسرائيلي وقعوا على العريضة، التي جاءت بمبادرة من حركة "ززيم – حراك شعبي"، بالتعاون مع اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل.
وتعتبر الحركة أكبر منصات الحملات الجماهيرية في إسرائيل، وتضم أكثر من 400 ألف ناشط من العرب واليهود.
مركز "سدي تيمان".. أبشع مراكز الاعتقال
ومن أبرز أبشع مراكز الاعتقال العسكرية مركز "سدي تيمان" جنوبي إسرائيل، وهو أحد المواقع التي يستخدمها الجيش لاحتجاز الفلسطينيين من قطاع غزة منذ بداية حرب الإبادة في 8 أكتوبر 2023.
كما أكدت العريضة أن "سدي تيمان ليس حالة استثنائية"، إذ يعترف الجيش بأن عشرات المعتقلين الفلسطينيين توفوا داخل هذه المراكز.
نداء لإغلاق "معسكرات التعذيب"
وبحسب ما جاء في العريضة، فأن إغلاق هذه المراكز يحتاج "قراراً إدارياً واحداً من وزير الدفاع"، وأن وجودها بلا مبرر، مضيفة: "كمواطنين إسرائيليين، لن نقبل بوجود معسكرات تعذيب تُقام على أرضنا".
وفيات بمستويات صادمة
وفي السياق ذاته، كشف تقرير لمنظمة "أطباء لحقوق الإنسان" في إسرائيل أن ما لا يقل عن 98 فلسطينياً توفوا خلال العامين الأخيرين داخل مراكز الاعتقال والسجون الإسرائيلية.
ومن بين هؤلاء 52 وفاة في مراكز اعتقال عسكرية، منها 29 وفاة في معسكر "سدي تيمان" وحده.
كما أكد التقرير أن العديد من الوفيات كانت نتيجة العنف وسوء المعاملة والإهمال الطبي.
فضيحة فيديو الاعتداء.. شرارة الغضب
وتجدر الإشارة إلى أن انتشار العريضة جاء بالتزامن مع تصاعد تداعيات تسريب فيديو يوثق اعتداء جنود على أسير فلسطيني جنسياً وجسدياً داخل "سدي تيمان" عام 2024.
وألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على المدعية العامة العسكرية المستقيلة يفعات تومر يروشالمي على خلفية تورطها في تسريب الفيديو.
نتنياهو: أضرار «لا توصف» للجيش
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الفيديو المسرب تسبب بـ"أضرار لا توصف للجيش"، لافتاً إلى أن جنوداً تم "تشبيههم بالنازيين" بعد انتشار المقطع.
كما كشف الفيديو جانباً من معاناة أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يتعرضون لانتهاكات واسعة داخل السجون الإسرائيلية، أدت إلى وفاة عدد كبير منهم.
والجدير بالذكر أن الانتهاكات على الأسرى قد بدأت منذ بدء الحرب بدعم أمريكي على غزة، والتي استمرت لعامين حتى اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، الذي تواصل إسرائيل خرقه يومياً.
