الكشف عن خطة أميركية مثيرة للجدل لغزة

غزة
غزة

تواصل الولايات المتحدة دفع خطط لإنشاء مجمعات سكنية للفلسطينيين داخل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل في قطاع غزة، في محاولة لإبعاد المدنيين عن مناطق نفوذ حركة حماس، وفق ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وعرب.

تجري التحضيرات عبر مركز التنسيق المدني-العسكري في جنوب إسرائيل، حيث يقود الجيش الأميركي جهودًا متعددة الجنسيات لوضع تصور لمستقبل غزة بعد الحرب. وبدأت فرق هندسية بالفعل أعمال التخطيط وإزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة، بينما لم يبدأ البناء الفعلي بعد.

المجمعات الآمنة البديلة

وتعكس هذه الخطوة إدراكًا أميركيًا بأن نزع سلاح حماس وإخراجها من السلطة، كما نصّت خطة السلام ذات النقاط العشرين التي طرحتها إدارة ترامب، لن يتحقق قريبًا. لذلك تطرح واشنطن فكرة "المجمعات الآمنة البديلة" داخل ما يُعرف بـ"المنطقة الخضراء"، لتوفير مساكن ومدارس ومستشفيات للنازحين الفلسطينيين إلى حين تهيئة ظروف إعادة إعمار أوسع.

تأمل واشنطن أن تشكّل هذه المجتمعات نموذجًا أوليًا لإعادة البناء، وأن تجذب السكان بعيدًا عن مناطق سيطرة حماس. وتُعد رفح، الواقعة على الحدود مع مصر، أولى المناطق المستهدفة، بعد أن أصبحت تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة منذ مايو/أيار عقب عمليات عسكرية واسعة.

وتشير تقارير إلى أن غزة قُسمت فعليًا إلى نصفين منذ اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول، حيث تتركز غالبية السكان في الغرب تحت حكم حماس، فيما تسيطر إسرائيل على الشرق، مع تعزيز "الخط الأصفر" الفاصل بينهما عبر قوات ودبابات وشبكات بنية تحتية.

قلق مصري

لكن الخطة الأميركية تثير جدلًا واسعًا في العواصم العربية، خشية أن تؤدي إلى تقسيم القطاع ووضع أجزاء منه تحت إدارة غير فلسطينية. وتبدي مصر قلقًا خاصًا من تكثيف وجود الغزيين في رفح، خشية أن يمهّد ذلك لدفعهم لاحقًا نحو سيناء.

العقبة الأكبر تبقى أمنية، إذ تقدّر إسرائيل أن نحو 100 من مقاتلي حماس ما زالوا متحصنين في أنفاق تحت رفح، ما يجعل المنطقة غير آمنة للبناء. وبينما تضغط واشنطن وحماس على إسرائيل للسماح بخروجهم، تصر تل أبيب على استسلامهم، وأعلنت مؤخرًا مقتل واعتقال عدد منهم خلال مواجهات شرق رفح.

في موازاة ذلك، تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تشكيل قوة أمنية دولية لتأمين غزة، بموافقة مجلس الأمن، لكن خلافات حول طبيعة مهامها تعرقل التنفيذ. وتطرح أيضًا أفكار مثيرة للجدل، منها الاعتماد على ميليشيات فلسطينية مناهضة لحماس ومدعومة من إسرائيل لتأمين المجتمعات الجديدة، رغم انتقادات واسعة لافتقار هذه المجموعات للشرعية وخطر تحولها إلى عامل لزعزعة الاستقرار.

الرؤية الأميركية المستقبلية

وبحسب الرؤية الأميركية، يُفترض أن تتقلص مناطق سيطرة حماس تدريجيًا حتى تختفي، لتتولى قوة الاستقرار الدولية والشرطة الفلسطينية إدارة الأمن، بينما يشرف "مجلس السلام" الذي اقترحته إدارة ترامب على الإدارة المدنية وإعادة الإعمار قبل نقل الصلاحيات إلى حكومة فلسطينية لاحقًا. غير أن حماس ترفض هذه الرؤية، متمسكة بسلاحها، وتعتبر المشروع الأميركي محاولة لتقويض الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وفرض ترتيبات لا تعبّر عن إرادته.

وكالات