"وعد بلفور الأمريكي".. تحليل إسرائيلي يكشف المسار الحقيقي لإقامة الدولة الفلسطينية

ترامب وبن سلمان
ترامب وبن سلمان

سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تحليل موسع حول ما وصفته بـ"وعد بلفور الأمريكي"، الضوء على ما تعتبره "المسار الحقيقي" نحو إقامة دولة فلسطينية، وذلك وفق رؤية الباحث الإسرائيلي هاريل حوريف.

القرار الأمريكي ومواقف الأطراف

وفي هذا الإطار، تحدث الدكتور هاريل حوريف، الباحث الأول في مركز دايان للشؤون الفلسطينية، عن القرار الأمريكي الذي صوت عليه مجلس الأمن هذا الأسبوع، والذي يتبنى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، مع دعم 13 دولة ودون أي معارضة.

واستنكرت حركة حماس القرار معتبرة أنه "لا يحقق مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني"، فيما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالخطة قائلاً إنها "ستجلب السلام والازدهار" وتوسع اتفاقيات إبراهيم، مؤكداً أن "إسرائيل تمد يدها للسلام".

وبحسب الصحيفة، طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ضمانات أمريكية لإجراء مفاوضات حول إقامة دولة فلسطينية خلال خمس سنوات، كشرط لأي حديث عن التطبيع مع إسرائيل.

الرابح الأكبر بين حماس والسلطة الفلسطينية

وفي سياق متصل، يرى "حوريف"، أن الإعلان الذي أقرته الأمم المتحدة يدعم حل الدولتين، وهو ما يتوافق مع رؤية السلطة الفلسطينية وليس حركة حماس، ما يجعل "السلطة الفلسطينية هي الرابح الأكبر" من القرار، على حد تعبيره.

وِأشار "حوريف"، إلى أن القرار "لا يستهدف حماس عملياتياً فقط عبر حرمانها من السيطرة على قطاع غزة ونزع سلاحها، بل ينقل السلطة – ولو نظرياً – إلى إشراف دولي، وهو ما تعارضه الحركة بشدة".

وأوضح "حوريف"، أن الإعلان يتناقض مع الأيديولوجيا الأساسية لحماس التي رفضت دوماً حل الدولتين، بينما ترى السلطة الفلسطينية فيه تعزيزاً لشرعيتها داخلياً ودولياً رغم ضعفها الواضح.

تحديات الإصلاح داخل السلطة الفلسطينية

كما شدد "حوريف"، على أن السلطة الفلسطينية تحتاج إلى تنفيذ إصلاحات واسعة لتتماشى مع "المسار" الذي يشير إليه الإعلان الدولي، لكنه يشكك في قدرتها أو رغبتها في ذلك.

ولفت "حوريف"، إلى مشكلتين أساسيتين:

  1. قضية التعليم: حيث يعتبر المجتمع الدولي أن المناهج الفلسطينية "لا تدعم التعايش أو الاعتراف بإسرائيل".
  2. رواتب الأسرى والشهداء: والتي وصفها بأنها "أصعب قضية على السلطة"، مؤكداً أن تحويل الدفعات بطرق ملتوية ما يزال مستمراً رغم إعلان وقفها.

وفي السياق ذاته، يرى "حوريف"، أن هذه الممارسات لن تتغير دون إشراف دولي صارم على السلطة الفلسطينية.

المطلب السعودي والفرصة أمام أبو مازن

وبحسب ما ذكرته "يديعوت أحرونوت"، فإن الأمير محمد بن سلمان شدد خلال لقائه ترامب على ضرورة وجود مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية كشرط للسلام والتطبيع.

وأشار "حوريف"، إلى أن المجتمع الدولي يدرك أن السلطة الفلسطينية "إشكالية"، لكنه يعتبرها في الوقت ذاته الخيار الأفضل المتاح، لأن سقوطها قد يفتح الباب أمام سيناريوهات أسوأ.

وأكد "حوريف"، أن الحرب الأخيرة شكلت "فرصة ذهبية" للسلطة الفلسطينية كي تقدم نفسها بديلاً لحماس، لكن السيطرة على غزة تبقى مستحيلة بالنسبة لها دون بناء نموذج جديد مختلف تماماً عن "سلطة رام الله".

"وعد بلفور الأمريكي" والبعد القانوني

كما يعتقد "حوريف"، أن صياغة الإعلان الأمريكي جاءت بهدف توسيع قاعدة الدعم الدولي للقرار، ومنح الشرعية لآليات "اليوم التالي" في غزة.

وشدد "حوريف"، على أن الاهتمام الدولي يتركز حالياً على وضع "تفويض قانوني" واضح لإدارة القطاع، وهو ما يفسر وصف الإعلان بأنه "توجيه نحو دولة فلسطينية".

وأضاف "حوريف"، أن الولايات المتحدة تعتبر توسيع اتفاقيات إبراهيم هدفاً استراتيجياً، بينما ترى السعودية أن التطبيع لا يمكن أن يتحقق دون خطوات عملية نحو حل الدولتين.

مستقبل المسار السياسي

وأكد "حوريف"، أن الإدارة الأمريكية الجمهورية الحالية "غير ملتزمة أيديولوجياً بحل الدولتين"، ويتوقع عدم تحقيق تقدم ملموس خلال فترتها، إضافة إلى أن الفلسطينيين "لن يقدموا ما هو مطلوب".

ومع ذلك، يرى "حوريف"، أن الإعلان الأمريكي قد يستخدم مستقبلاً "كمرساة قانونية" من قبل إدارة ديمقراطية لاحقة للضغط على إسرائيل، ليصبح "نوعاً من وعد بلفور الأمريكي" الذي يكتسب أهميته في المرحلة القادمة.

روسيا اليوم