طموح ترامب و"غزوة خيبر".. ما الذي ينتظر العالم في عام 2027؟

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

أكد الدكتور كوبي باردا، الباحث في التاريخ السياسي الأمريكي والجيوستراتيجية في معهد حولون للتكنولوجيا (HIT) في إسرائيل، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحمل في طموحاته السياسية "حلماً مرتبطاً بغزوة خيبر".

طموح يمتد حتى 2027

وأوضح "باردا"، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن ترامب "يسعى لصناعة لحظة إقليمية كبرى يقدم فيها نفسه باعتباره صانع سلام يعيد أبناء إبراهيم إلى مسار واحد بعد آلاف السنين".

وأشار "باردا"، إلى أن ترامب، الذي يطمح إلى مكاسب انتخابية في انتخابات التجديد النصفي المقبلة، ويسعى لاستعادة وهج جائزة نوبل للسلام التي لم يحصل عليها هذا العام، يعرض نفسه باعتباره الرجل القادر على صياغة اتفاق تاريخي يعيد ترتيب الشرق الأوسط.

رمزية خيبر ومشهد التوقيع

وأضاف "باردا"، أن ترامب، وفي إطار هذا الطموح، يستدعي رمزية تاريخية تعود إلى غزوة خيبر عام 630م، حين تم إنهاء الوجود اليهودي في الجزيرة العربية، ليظهر اليوم كشخص يغلق الدائرة ويعيد دمج إسرائيل والعالم الإسلامي داخل إطار إقليمي موحد، ينتهي بمشهد توقيع في البيت الأبيض يؤكد فيه ترامب – من وجهة نظره – أن الصورة أهم من جوهر الاتفاق.

معضلة نتنياهو السياسية

وفي السياق ذاته، أكد "باردا"، أن هذه الرؤية تضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام معضلة سياسية حادة، فترامب يريد إنجازاً قبل نهاية عام 2026، ويرى في إسرائيل جزءاً من هيكل عالمي جديد يعمل على بنائه حتى 2027، لكن بشروط محددة، أبرز هذه الشروط يتجسد في خطوة إسرائيلية باتجاه دولة فلسطينية، أو على الأقل عملية سياسية يمكن تسويقها أمام العالم بهذا الشكل.

ويرى "باردا"، أن مثل هذه الخطوة قد تعني تفكيك الائتلاف الحاكم، والدفع نحو انتخابات مبكرة، وتحولات داخلية جوهرية.

ثمن داخلي قاسي

ولفت "باردا"، إلى أن نتنياهو يدرك أن اللحظة قد تمنحه فرصة تاريخية للتوقيع على اتفاق يغير معادلات المنطقة، لكنه في الوقت نفسه يعلم أن الثمن السياسي الداخلي سيكون بالغ القسوة.

وتابع "باردا"، أن إسرائيل تقف اليوم عند خط صدع سياسي: إما أن يتحمل نتنياهو الثمن ويقود إسرائيل نحو الاندماج في المشروع الإقليمي الجديد الذي يخطط له ترامب، أو أن تأتي حكومة لاحقة لتكون صاحبة التوقيع، بينما تبقى إسرائيل جزءاً من الهيكل العالمي الجديد ولكن من موقع أقل تأثيراً.

التحالف الأمريكي – السعودي الجديد

والجدير بالإشارة أن حديث الباحث كوبي باردا جاء في سياق تسليط الضوء على التعاون المتنامي بين ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي يعتبره "قد تجاوز الاتفاقات التقليدية المتعلقة بالدفاع والطاقة والسلاح"، على حد قوله.

وفي سياق متصل، يرى "باردا"، أنه "خلف الضجيج الكبير حول التحالف الدفاعي والبرنامج النووي المدني وصفقة الـF-35، تكمن القصة الأساسية: تحالف يقوم على الذكاء الاصطناعي باعتباره محوراً لإعادة رسم العلاقات الدولية".

سباق الذكاء الاصطناعي

وأوضح "باردا"، أن ترامب يعمل على مشروع يمتد حتى عام 2027، وهو العام الذي يصفه بأنه لحظة التحول العالمي الحاسمة في سباق الذكاء الاصطناعي، ويهدف لبناء سلسلة توريد مستقلة عن الصين، تبدأ من التعدين وتنتهي بالطاقة الفائقة اللازمة لمراكز البيانات.

وفي هذا الصدد، تصبح السعودية شريكاً محورياً، بما تملكه من قدرة على سد فجوات الطاقة الضخمة، إلى جانب طموح الأمير محمد بن سلمان لتحويل المملكة إلى قوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي، وليس مجرد مصدر تقليدي للطاقة.

موقع إسرائيل في المعادلة الجديدة

ويرى "باردا"، أن هذا التحالف الأمريكي–السعودي يعيد رسم الخريطة الاستراتيجية للمنطقة، خاصة أن رؤية محمد بن سلمان تنسجم مع هدف ترامب في بناء ممر اقتصادي–تكنولوجي ينافس الصين، ويمتد من الهند إلى أوروبا عبر الشرق الأوسط.

وفي صميم هذه الهندسة، تبرز أهمية إسرائيل رغم غيابها الرسمي عن الاتفاق، بفضل قدراتها التكنولوجية وموقعها الجغرافي وبنيتها الأمنية، ما يجعلهـا جسراً لربط الممر الناشئ بالمتوسط.

وهكذا – بحسب قول الباحث – يتحول مشروع ترامب–ابن سلمان من مجرد صفقة سياسية إلى مخطط شامل لإعادة تشكيل البنية التكنولوجية والطاقة والاتصال في العالم، وتدخل إسرائيل ضمنه كحلقة استقرار أساسية لا يمكن تجاهلها.

روسيا اليوم