أحدثت تصريحات السفير المصري في لبنان، علاء موسى، صدى واسعًا داخل الأوساط الإعلامية والأمنية الإسرائيلية، بعدما اعتبرتها منصة "نتسيف نت" العبرية بمثابة إنذار غير مسبوق من القاهرة في ظل تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية لإسرائيل.
وفتح التقرير الإسرائيلي الباب أمام تساؤلات حساسة حول طبيعة الدور المصري في المرحلة الحالية، وما إذا كانت القاهرة تنتقل من الدبلوماسية التقليدية إلى ممارسة ضغوط مباشرة على تل أبيب.
تحذير إسرائيلي من لهجة مصر الدبلوماسية
ذكرت منصة "نتسيف نت" أن تصريحات السفير المصري لم تكن مجرد حديث دبلوماسي عابر، بل جاءت – بحسب وصفها – بنبرة تحمل رسائل واضحة ومباشرة، فقد قال موسى إن مصر "تسعى لحماية لبنان من التصعيد الإسرائيلي"، مؤكدًا أن القاهرة تبذل جهودًا مكثفة عبر قنوات دبلوماسية واستخباراتية للتوصل إلى تهدئة وتفادي انفجار مواجهة واسعة.
ورغم استخدام السفير للغة دبلوماسية معتادة، رأت المنصة أن جوهر التصريحات يحمل ما وصفته بـ"رسالة تهديد غير اعتيادية"، خصوصًا مع ازدياد التوتر العسكري على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان.
قلق داخل الأوساط الإسرائيلية
أبرز ما أثار الجدل هو استخدام السفير المصري لعبارة "قنوات استخباراتية"، وهي العبارة التي اعتبرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤشرًا على تحول محتمل في الدور المصري.
وطرحت "نتسيف نت" عدة سيناريوهات تفسر هذا الدور، أبرزها هل يمكن أن تكون مصر تنقل معلومات استخباراتية حول تحركات الجيش الإسرائيلي إلى لبنان أو إلى حزب الله؟، سؤال وصفته المنصة بأنه "حساس ومربك"، نظرًا لما قد يعنيه من تغير غير مسبوق في موازين العلاقة بين القاهرة وتل أبيب، أم أن مصر تعزز انتشار قواتها في سيناء للضغط بشكل غير مباشر على إسرائيل؟
قد يؤدي ذلك — وفق الرؤية الإسرائيلية — إلى تقييد قدرة الجيش الإسرائيلي على نقل قوات إضافية إلى الجبهة الشمالية إذا استلزم الأمر.
وترى المنصة أن هذه الاحتمالات، حتى لو كانت جزءًا من تحليل، تعكس حجم القلق داخل المؤسسات الأمنية الإسرائيلية من اللهجة المصرية الجديدة.
رد فعل غاضب في الإعلام العبري
اعتبرت "نتسيف نت" أن اللهجة المصرية تفترض ضمناً القدرة على ردع إسرائيل أو التأثير في قرارها العسكري، وهو ما وصفته المنصة بأنه طرح مستفز ومرفوض.
وبحسب التقرير، فإن مجرد الإيحاء بأن إسرائيل يمكن التأثير عليها بهذا الشكل يعكس – من وجهة النظر العبرية – "تشبيهًا لا يليق" وصل لحد قول المنصة إن القاهرة تتعامل وكأن إسرائيل "قبيلة بدوية في سيناء"، ليس أكثر.
تل أبيب تتمسك بالعمليات العسكرية
أكدت المنصة العبرية أن الجيش الإسرائيلي سوغ يواصل العمل بلا توقف على الحدود الشمالية، مشددة على أن أي تراجع في النشاط العسكري سيتم تفسيره لاحقًا على أنه "ضوء أخضر" لمزيد من التدخلات، سواء من لبنان أو أطراف أخرى قد تكون مدعومة من القاهرة، كما حذرت من أن التهاون قد يفسح المجال أمام تحركات مصرية محتملة على مسارات أخرى، مثل الجنوب السوري.
لا تهدئة في الأفق
أنهت "نتسيف نت" تقريرها برسالة حادة، أكدت فيها أن المنطقة لا تحتمل التراجع أو التساهل، وأن أي تصريح يصدر من "بيوت الدبلوماسية العربية" يجب، من وجهة نظرها، أن يقابل بزيادة في الجاهزية العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، لا بالتراخي.
