عادت خلال الأيام الماضية نبوءة مثيرة للجدل عمرها أكثر من عشرين عامًا إلى الظهور، بعدما تداولتها مجموعات مرتبطة بحركة دينية باكستانية محذرة من أن نهاية العالم قد تكون على بعد أسابيع فقط، وتقوم هذه النبوءة على فكرة أن مذنبًا ضخمًا سوف يصطدم بالأرض مع نهاية العام الجاري، في حدث وصفه صاحب النبوءة بأنه "اليوم الأخير للعالم".
هذه النبوءة تعود إلى كتاب "دين الله" الذي أصدره الزعيم الروحي الباكستاني رياض أحمد جوهر شاهي عام 2000، وعادت لتتصدر المشهد بعد سنوات طويلة من التجاهل والاختفاء.
لغز اختفاء صاحب النبوءة
اختفى جوهر شاهي بطريقة غامضة في سبتمبر 2001 أثناء وجوده في لندن ولم يظهر منذ ذلك الوقت، ورغم مرور أكثر من عقدين على اختفائه، فإن أتباعه يؤكدون أنه لا يزال على قيد الحياة، وأنه يعيش متخفيًا، وذلك رغم أنه كان سوف يبلغ 84 عامًا اليوم.
هذا الغموض حول مصيره أضفى على نبوءته نوعًا من الغرابة والغموض، مما جعلها تعود إلى واجهة النقاش من جديد.
تفاصيل النبوءة
وفقًا لما ورد في كتابه، قال جوهر شاهي إن البشرية ابتعدت عن "الحقائق الروحية"، وإن الله سوف يرسل مذنبًا ضخمًا لعقاب البشر وتدمير الأرض بالكامل، متنبئًا بأن الاصطدام سوف يقع خلال 20 إلى 25 عامًا من تاريخ نشر كتابه.
وكتب في نصوصه: "أرسل مذنب نحو الأرض لتدميرها، ومن المتوقع أن يصطدم بها خلال 20-25 عامًا مقبلة، وسوف يكون ذلك هو اليوم الأخير لهذا العالم".
الحركات التي أسسها ونشر من خلالها أفكاره
أسس جوهر شاهي عدة حركات ومنظمات روحية أبرزها Anjuman Serfaroshan-e-Islam، مؤسسة المسيح الدولية (Messiah Foundation International)، ووتروج هذه المؤسسات لفكرة "الحب الإلهي"، بينما يروج أتباعها اليوم لرواية مفادها أن اصطدام المذنب القادم سيؤدي إلى:
- زلازل ضخمة.
- أمواج تسونامي مدمرة.
- انهيار شامل للأنظمة الاجتماعية.
- نهاية الحضارة البشرية كما نعرفها.
ويرى هؤلاء أن هذا العقاب الإلهي هو نتيجة ما وصلت إليه الإنسانية من فساد وحروب وتدمير ذاتي.
لا خطر حقيقي حتى الآن
رغم انتشار هذه المزاعم، تؤكد وكالات الفضاء العالمية أنه لا يوجد أي جرم سماوي مرصود يشكل تهديدًا للأرض حتى عام 2026، بل إن بعض الأجسام التي كانت تسبب مخاوف بسيطة—ومنها الكويكب الشهير "أبوفيس"—جرى حذفها من قوائم المتابعة بعد تأكيد عدم وجود أي احتمال اصطدام في المستقبل القريب.
كما تشير البيانات الحديثة إلى أن الجسم الأكثر اقترابًا من الأرض خلال 2025–2026 هو الزائر البينجمي 3I/ATLAS، الذي سوف يمر على بعد 170 مليون ميل من الأرض.وهو مسار آمن تمامًا.
مزاعم اصطدام سابق في النظام الشمسي
كان جوهر شاهي قد قال في كتابه إن جزءًا من "مذنب القيامة" اصطدم بكوكب المشتري قبل عامين من نشر كتابه، لكن الواقع الفلكي يشير إلى أن الاصطدام البحري الوحيد الذي شاهده العلماء كان عام 1994، وهو انفجار المذنب شوميكر-ليفي 9 الذي تفكك واصطدم بالمشتري.
فرضية علمية جديدة تزيد الجدل
رغم عدم وجود خطر فعلي، فإن دراسة علمية حديثة أثارت بعض القلق، إذ أشارت إلى احتمال أن يقوم كوكب الزهرة بحجب رؤية بعض الكويكبات الصغيرة القادمة من جهة الشمس، مما يجعل رصدها أكثر صعوبة، لكن حتى الآن، لا توجد أي بيانات تشير إلى وجود جسم يهدد الأرض.
بين العلم والخيال
تستمر هذه النبوءة في إثارة ضجة واسعة كلما عادت إلى التداول، خاصة في ظل الغموض الذي يحيط باختفاء صاحبها، وتفسيرات أتباعه التي تمزج الدين بالظواهر الفلكية.
وبينما يؤكد العلماء أن لا خطر حقيقي، يستمر البعض في الاعتقاد بأن نهاية العالم قد تكون أقرب مما نعتقد، ويبقى السؤال المطروح هل هي مجرد نبوءة تثير الرعب أم تخمينات لا أساس لها من العلم؟
