“رفح الخضراء وغزة الجديدة”.. سر المدن المقترحة وملامح مشروعين جديدين يثيران الجدل في غزة

غزة
غزة

شهد ملف إعادة ترتيب الأوضاع في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة ظهور مصطلحين جديدين هما “رفح الخضراء” و"غزة جديدة”، وهما مشروعان يجري الحديث عنهما في سياق الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بوساطة أمريكية ورعاية عربية ودولية.

هذه الخطط جاءت في وقت ما تزال فيه ترتيبات الاتفاق متعثرة، ما فتح باب التساؤلات حول مغزى تسريع بعض الخطوات دون غيرها.

بدء تجهيز “رفح الخضراء"

تحدثت تقارير عبرية متعددة تحدثت عن أن الحكومة الإسرائيلية وافقت في النهاية على طلب واشنطن بالسماح للجيش بالتحرك شرق رفح للبدء بأعمال إنشاء مدينة جديدة للفلسطينيين تسمى “رفح الخضراء”.

وقد بدأت معدات هندسية ثقيلة بالدخول إلى المنطقة بهدف إزالة الركام، وتسوية الأرض، وتهيئة الموقع ليكون منطقة إنسانية واسعة.

ضغوط أمريكية أجبرت إسرائيل على التحرك

خلال أسابيع حاولت إسرائيل تأجيل هذه الخطوات، بحجة أن المرحلة الثانية من الاتفاق لم تبدأ رسميًا، غير أن الضغوط الأمريكية – وفق التقارير – دفعت الحكومة الإسرائيلية للموافقة، بعدما اتهمتها واشنطن بـ”المماطلة” والتسبب في تراجع الدول عن المشاركة بالقوة الدولية المقترحة.

واشنطن تسعى لـ"نموذج غزة الجديدة"

تريد الولايات المتحدة تقديم نموذج للفلسطينيين يظهر شكل “غزة الحديثة والمستقرة” مقارنة بغزة الحالية التي دمرتها الحرب، آملة أن يشجع ذلك على تغيير الواقع داخل القطاع.

وجاء قبول إسرائيل بالبدء في أعمال “رفح الخضراء” وسط اعتراضات واسعة داخل الكابينت، حيث يرى الوزراء الداعمون للتيار اليميني أن إقامة منطقة جديدة في شرق رفح يمكن أن تؤدي إلى:

  • فتح معبر رفح ضمن ترتيبات المرحلة الثانية.
  • انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقع أخرى بالقطاع.
  • دخول قوات عربية ودولية لملء الفراغ.
  • تعريض مستوطنات غلاف غزة لمخاطر إضافية.

رغم ذلك، دافع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن القرار، مؤكداً أن الأعمال الميدانية تشمل ضخ كميات كبيرة من الأسمنت لإغلاق الأنفاق وعزل مناطق واسعة، وهي خطوات اعتبرها تخدم الهدف العسكري لإسرائيل.

ميليشيات محلية تظهر في المشهد الميداني

أشارت تقارير عبرية، بينها ما نشرته "معاريف" و"i24NEWS"، إلى تعاون بين الجيش الإسرائيلي وميليشيات مسلحة تعمل في رفح، بينها مجموعة تابعة لياسر أبو شباب، وظهرت هذه المجموعات في مواقع المشروع الجديد إلى جانب قوات هندسية إسرائيلية، إضافة إلى حضور مدنيين من القيادة الأمريكية في كريات غات.

كما أوضح التقرير أنّ آليات هندسية ضخمة ستبدأ العمل بوتيرة أكبر خلال الأسبوع المقبل، في إطار خطة أمريكية تنص على دخول قوة أجنبية للمناطق التي ما تزال إسرائيل تسيطر عليها جزئياً.

رفض رسمي

أعلنت السلطة الفلسطينية أنها ترفض أي خطوات تنفذ تحت عنوان “إعادة الإعمار” دون مشاركتها، مؤكدة أنها تمتلك خطة وطنية لإعادة إعمار غزة تم تبنيها عربياً ودولياً، وأكد رئيس الوزراء محمد مصطفى، خلال لقائه وفدًا إيطاليًا، أن السلطة تعمل مع مصر للتحضير لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار في القاهرة.

موقف حركة حماس

من جانبها، وصفت حماس المشروع بأنه “خدعة جديدة واعتداء صريح على اتفاق وقف النار”،وقالت إن إسرائيل “تقتل المرحلة الأولى من الاتفاق بخروقات يومية”.

تعثر مؤتمر القاهرة وخطط أمريكية بديلة

أكد مصدر مصري أن مؤتمر إعادة الإعمار الذي كان مقررًا نهاية نوفمبر لن يُعقد في موعده، بسبب ترتيبات أمريكية تجري بالتوازي تخص المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في رفح، والمعروفة إعلامياً بـ"المنطقة الخضراء".

وكشف تقرير "مركز غزة لحقوق الإنسان" عن أرقام صادمة منذ بدء سريان وقف النار:

  • 350 شهيدًا خلال 47 يومًا.
  • بينهم 130 طفلًا و54 امرأة.
  • 535 خرقًا للاتفاق بمتوسط 11 خرقًا يوميًا.
  • دخول 211 شاحنة مساعدات فقط يوميًا رغم تعهد إسرائيل بالسماح بـ 600 شاحنة.
  • استمرار التوغلات والسيطرة النارية داخل مناطق مدنية.

تعكس هذه الأرقام فجوة واسعة بين الاتفاق على الورق وبين الواقع الميداني في القطاع.

وكالات