لليوم الثالث على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ حملة عسكرية واسعة في محافظة طوباس، وسط حظر تجول خانق وانتشار كبير للدوريات والآليات العسكرية في معظم بلدات وقرى المحافظة، وامتد هذا التصعيد ليشمل اقتحامات، واعتقالات جماعية، وإغلاقاً شاملاً للمنافذ، ما جعل المحافظة تعيش حالة حصار غير مسبوقة.
اقتحام مخيم الفارعة
أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الفارعة فجر اليوم، بعد يومين من حصاره من جميع الجهات، وخلال الاقتحام:
- دهمت القوات عدداً كبيراً من منازل المواطنين.
- نشرت وحدات المشاة في أزقة المخيم وشوارعه الداخلية.
- نفذت عمليات تفتيش دقيقة أدت إلى تخريب ممتلكات السكان.
هذا المشهد جاء بعد تمركز قوات الاحتلال في محيط المخيم على مدار اليومين السابقين، قبل أن تتوسع العملية فجر اليوم داخل الأحياء السكنية.
دمار واسع في طمون
شهدت بلدة طمون انسحاباً لقوات الاحتلال بعد ساعات طويلة من الاقتحام، تاركة وراءها:
- دماراً كبيراً في البنية التحتية.
- تخريباً لممتلكات المواطنين.
- أضراراً واسعة لحقت بالطرقات والمحال والممتلكات الخاصة.
في الوقت نفسه، ما تزال الاقتحامات مستمرة في مدينة طوباس وبلدتي عقابا وتياسير، حيث حولت قوات الاحتلال عدداً من المنازل إلى ثكنات عسكرية تستخدمها للإقامة والتحقيق واحتجاز المواطنين.
162 محتجزاً في يومين
أكد كمال بني عودة، مدير نادي الأسير في طوباس، أن قوات الاحتلال احتجزت 162 مواطناً خلال اليومين الماضيين، واقتادتهم إلى مراكز تحقيق ميدانية داخل المنازل التي تمت السيطرة عليها وتحويلها لثكنات عسكرية.
وأضاف أنه تم الإفراج عن معظم المحتجزين على دفعات، ونقل عدد منهم إلى المستشفى نتيجة الاعتداء والتنكيل، كما تم احتجاز البعض في العراء تحت البرد القارس لمدة يومين، ما تسبب بوعكات صحية.
وأشار إلى أن الاحتلال اعتدى على سكان المنازل خلال الاقتحامات، وحطم محتويات كثيرة داخل البيوت المستهدفة.
الهلال الأحمر يعالج عشرات الإصابات
أوضح نضال عودة، مدير الإسعاف والطوارئ في طوباس، أن طواقم الهلال الأحمر تعاملت منذ بدء الحملة العسكرية مع أكثر من 70 إصابة نتيجة اعتداء الجنود بالضرب على المواطنين، وأن معظم الإصابات جرى التعامل معها ميدانياً وتم نقل بعض الحالات إلى المستشفى لتلقي العلاج، وتعكس هذه الأرقام حجم العنف الذي استخدمته القوات في عمليات الاقتحام والتوقيف.
طوباس محاصرة بالكامل
تواصل قوات الاحتلال فرض حصار كامل على محافظة طوباس من خلال:
- إغلاق المداخل الرئيسية بالسواتر الترابية.
- تعطيل الطرق الفرعية داخل المحافظة ومنع الحركة بينها.
- تحليق مكثف للطائرات المسيرة “الدرون”.
- ظهور طائرات مروحية تحوم فوق المناطق السكنية بين الحين والآخر.
- إطلاق نار عشوائي لترهيب السكان ومنعهم من التحرك.
جعل هذا المشهد الأمني المشدد الحياة في طوباس مشلولة تماماً، وسط مخاوف من توسيع الهجمات في الساعات المقبلة.
