"المنطقة تدرك نوايا إسرائيل".. تحركات عربية وإسلامية غير مسبوقة لدعم مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

شدد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، على أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يواجه تهديدات متصاعدة بسبب مماطلات حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، ما يستدعي —بحسب وصفه— تحركاً عاجلاً لوقف الانحدار الخطير.

دعم عربي–إسلامي لموقف مصر

ولفت "حجازي"، في تصريحات لـRT اليوم السبت، إلى أن البيان المشترك الصادر عن الدول العربية والإسلامية الثماني أمس يعكس إدراكاً واضحاً لحساسية اللحظة، إضافة إلى تأكيد دعمهم الكامل للموقف المصري الرافض لفتح معبر رفح في اتجاه واحد، وهو الإجراء الذي أعلنته الحكومة الإسرائيلية بما يخالف اتفاق السلام الذي أبرم في شرم الشيخ برعاية دولية وأمريكية، استناداً إلى القرار الأممي 2803 الصادر في نوفمبر 2025.

معبر رفح.. أزمة جديدة

كما سبق وأعلنت وحدة "كوغات" الإسرائيلية أن معبر رفح سيفتح خلال الأيام المقبلة لخروج سكان غزة حصرياً نحو مصر، وهو ما سارعت مصادر مصرية إلى نفيه، معتبرة أن فتح المعبر باتجاه واحد محاولة مكشوفة لتكريس تهجير الفلسطينيين، وهو ما ترفضه القاهرة بشكل قاطع.

مماطلة إسرائيلية ومرحلة ثانية متعثرة

وفي سياق متصل، يرى "حجازي"، أن دول المنطقة باتت أكثر إدراكاً لتلكؤ إسرائيل في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وسعيها إلى الضغط على مصر والفلسطينيين عبر خطوات أحادية تخالف اتفاق شرم الشيخ.

وأشار "حجازي"، إلى أن هذا يعكس استمرار حكومة اليمين المتطرف في تبني مشروع التهجير القسري حتى اللحظة الأخيرة، وليس فقط استخدام أسلوب التسويف.

ملف الأسرى... والمرحلة التالية

كما ذكر "حجازي"، أن حركة حماس سلمت جميع الأسرى والرفات باستثناء جثمان واحد، موضحاً أن حجم الدمار الذي تعرض له القطاع يجعل العثور على الرفات المتبقي أمراً غاية في الصعوبة، ورأى أن هذا لا يجب أن يعرقل الانتقال السريع إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.

ترامب يدخل على الخط

وفي السياق ذاته، أشار "حجازي"، إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تحدث فيها عن إمكانية دخول المرحلة الثانية حيز التنفيذ خلال أسبوعين، مؤكداً أهمية التدخل الأمريكي العاجل، وخاصة من ترامب شخصياً، لدفع الاتفاق إلى الأمام، بعد رفض اليمين الإسرائيلي تمرير قرار المعارضة المتعلق بخطة ترامب للسلام وتبني بنود القرار الأممي.

كما أردف "حجازي"، أن كل المؤشرات تؤكد أن حكومة اليمين المتطرف ما زالت ثابتة على موقفها، وأن وقف إطلاق النار كان موجهاً بالأساس لاستعادة رهائنها، دون الالتزام بأي من آفاق السلام أو التوافق الدولي، متجاوزة بذلك الإرادة العربية والدولية وقرارات مجلس الأمن.

معبر رفح.. رفض قاطع لمخطط التهجير

وشدد "حجازي"، على أن فتح معبر رفح في اتجاه واحد يعني —بشكل مباشر— تنفيذ مشروع التهجير القسري، بينما ينص الاتفاق بوضوح على تشغيله في الاتجاهين.

خطر يقترب وتحرك ضروري

كما أكد "حجازي"، أن خطورة المرحلة الحالية تتطلب تحركاً دولياً عاجلاً، مشيراً إلى أن التحرك العربي والإسلامي للدول الثماني يعكس إدراكاً متنامياً للخطر الذي يهدد الاتفاق وخطة ترامب وبنود المرحلة الثانية، في ظل مماطلة إسرائيل التي تستدعي الردع قبل أن تنزلق المنطقة إلى وضع أشد خطورة، وهو ما حذرت منه مصر على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع الفريق أول عبد المجيد صقر.

والجدير بالذكر أن الدول العربية والإسلامية المشاركة في قمة شرم الشيخ كانت: مصر، الأردن، الإمارات، السعودية، قطر، تركيا، إندونيسيا، وباكستان، قد أصدرت بياناً مشتركاً أكدت فيه رفضها التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وتشديدها على الالتزام بخطة ترامب التي تنص على فتح معبر رفح في الاتجاهين، وضمان حرية حركة السكان، وعدم إجبار أي فلسطيني على مغادرة أرضه، مع العمل على توفير الظروف التي تمكنهم من البقاء والمشاركة في إعادة بناء وطنهم ضمن رؤية متكاملة للاستقرار وتحسين الأوضاع الإنسانية.

روسيا اليوم