مع اقتراب نهاية عام 2025، تعود التساؤلات مجددًا إلى الظهور حول مدى مصداقية تنبؤات أشهر العرافين في التاريخ: الفرنسي نوستراداموس والبلغارية بابا فانغا، فكلاهما اكتسب شهرة واسعة بعد وفاته بسبب رؤى نسبت إليهما، مثل توقع نوستراداموس للقنابل الذرية وتنبؤ بابا فانغا بأحداث 11 سبتمبر وجائحة كورونا، لكن ماذا عن العام الحالي تحديدًا؟
توقعات نوستراداموس.. تطور طبي وقلق بيئي
وكانت توقعات نوستراداموس لعام 2025 قد تركزت على عدة محاور، وهي:
التقدم العلمي
توقع نوستراداموس، حدوث تحسينات واسعة في ميدان الطب والوقاية من الأمراض، وهو ما ظهر بالفعل خلال العام مع تطوير لقاحات مبتكرة، بينها لقاح جديد ضد السل، إلى جانب الانتشار الكبير لأدوية إنقاص الوزن مثل "أوزيمبيك" و"مونجارو" ودورها في مواجهة السمنة المهددة للصحة العالمية.
كما أسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز التشخيص المبكر للأمراض الخطيرة كالسرطان، ما زاد من فرص العلاج ورفع احتمالية الشفاء.
كوارث بيئية
ووجه "نوستراداموس"، تحذير من كارثة بيئية كبرى في البرازيل، قد تكون مرتبطة بتغير المناخ وتدهور غابات الأمازون.
وعلى الرغم من تسجيل تحسن نسبي في بعض المؤشرات هذا العام—كإبلاغ تقارير عن انخفاض في إزالة الغابات—إلا أن الوضع العام ظل مختلطًا، مع استمرار تأثير التعدين غير القانوني والجفاف.
تحولات سياسية
وتنبأ "نوستراداموس"، بحدوث صراعات بين القوى الكبرى وتراجع نفوذ تقليدي لبعض الدول، وهو ما ينسجم مع المشهد الجيوسياسي المتقلب في عام 2025 الذي شهد توترات متزايدة حول العالم.
نهاية العالم
وفي السياق ذاته، لفت "نوستراداموس"، إلى مرحلة دمار هائلة تتبعها فترة من السلام النسبي، ومع الاستنزاف المتواصل للموارد الطبيعية بسبب السلوك البشرى، بقيت هذه الرؤية مادة للجدل.
ورغم ذلك، أكد كثيرون أن فكرة "الفرصة الثانية للأرض" قد تفسر كتوقع بانقراض الجنس البشري وإتاحة المجال للكوكب ليتجدد.
رؤى بابا فانغا.. الغموض يتواصل
أما توقعات بابا فانغا لعام 2025 فحملت الكثير من الغرابة:
لقاء مع كائنات فضائية
تنبأت بابا فانغا، بحدوث أول اتصال بين البشر وكائنات فضائية خلال حدث رياضي عالمي، وربط البعض ذلك بقرعة كأس العالم 2026 في واشنطن، التي أجريت الأسبوع الماضي، رغم عدم تسجيل أي أجسام غريبة مؤكدة.
كما ربط مؤيدو نبوءاتها ذلك بمرور الجسم الفضائي "3I/ATLAS" قرب الأرض في 19 ديسمبر، رغم تأكيد العلماء أنه مجرد مذنب.
زلازل مدمرة
كما توقعت ابا فانغا، حدوث زلازل عنيفة حول العالم، وقد شهد عام 2025 بالفعل زلازل قوية خلفت خسائر كبيرة، أبرزها في الفلبين وأفغانستان خلال شهري أغسطس ونوفمبر.
صراعات في أوروبا
كما تحدثت أيضًا عن صراعات تؤدي إلى تدمير أجزاء من أوروبا، في إشارة تتقاطع مع الأحداث المتوترة في عدة مناطق ملتهبة حول العالم.
بين الحقيقة والتأويل
لا يزال الجدل قائمًا حول طبيعة هذه التنبؤات؛ فالكثير من النصوص يُعاد تفسيرها بعد وقوع الأحداث، كما أنها في الأصل غامضة وقابلة للتأويل بطرق مختلفة.
ومع ذلك، يستمر اهتمام الناس بها كجزء من رغبتهم في فهم الغامض واستشراف المستقبل وسط عالم مليء بالمخاطر.
والجدير بالذكر أن مراجعة توقعات العام 2025 تكشف أن بعضها يتوافق مع أحداث واقعية، مثل التقدم العلمي والكوارث الطبيعية، بينما يبقى جزء كبير منها في نطاق التكهنات دون أي دليل حقيقي.
