بقلم: موسى الصفدي – أبو إياد
في زمنٍ تتكالب فيه المشاريع على قضيتنا، ويُراد لشعبنا أن يتشتّت بين العناوين والولاءات، تتقدّم الحقيقة كالسيف: لا انتصار بلا وحدة، ولا وحدة بلا راية تجمع أبناء الشعب الفلسطيني . وفي لحظات الإعصار السياسي التي نعيشها، يصبح التشبّث براية فلسطين الحقيقية واجباً وطنياً لا يقبل التردد ولا التأويل. إن راية فلسطين ليست مجرد راية ترفرف في الساحات، بل هي رمز المقاومة والهوية، وهي في جوهرها راية منظمة التحرير الفلسطينية؛ الإطار الوطني الذي حمل مشروع الحرية منذ انطلاقة الثورة، وسجّل حضور فلسطين في الوعي العربي والعالمي كقضية تحرر . وأي دعوة للوحدة الوطنية لا تنطلق من هذا الثابت إنما تفتقر لأساسها الحقيقي. الوحدة الوطنية ليست شعاراً يُرفع، بل مشروعاً له عنوان واحد وراية واحدة؛ وكل حديث عن التوحد تحت أي إطار أو راية خارج منظمة التحرير الفلسطينية هو محاولة للالتفاف على معنى الوحدة التي يحتاجها شعبنا اليوم أكثر من أي وقت مضى.
لقد أثبتت التجارب أن منظمة التحرير ليست مجرد مؤسسة سياسية؛ بل حاضنة للنضال الوطني بكل أطيافه: سياسية، شعبية،وإعلامية. هي البيت الذي اتسع للجميع، ووفّر مظلة مشتركة لمختلف القوى الوطنية والإسلامية، وجعل البوصلة تشير دائماً نحو فلسطين لا نحو عواصم تبحث عن مصالحها. إن كثرة الدعوات لرفع رايات لا جذور لها في التاريخ الوطني، ولا في شرعية النضال الفلسطيني، ليست إلا محاولات لإرباك الصف الداخلي، وإشغال شعبنا بصراعات لا تخدم إلا من يمارس الاستثمار الإقليمي والدولي في قضيتنا، على حساب ثوابتنا ودماء شهدائنا وتضحيات أسرانا.
من هنا نقولها دون تردد: راية منظمة التحرير الفلسطينية هي راية فلسطين، وهي راية المقاومة، وهي الهوية الجامعة التي لا يمكن لشعبنا أن ينتصر من دونها. وكل من يحاول استبدال هذه الراية إنما يحاول استبدال تاريخ كامل ومسار نضالي عمره عقود. إن المرحلة المقبلة تتطلّب وضوحاً لا رمادية فيه، وموقفاً لا يقبل الازدواجية. فلسطين لا تنهض إلا برايتها الأصلية، وبوحدة شعبها تحت مرجعيتها الوطنية الوحيدة. فلنرفع راية فلسطين… ولنصطف خلف مشروع التحرر الوطني… ولنؤكد للعالم أن شعباً موحّداً حول رايته لا يمكن كسره ولا إلغاء وجوده. موسى الصفدي - أبو إياد
