حكم بإعدام أم كلثوم في إسرائيل.. تفاصيل تظهر لأول مرة في فيلم "الست"

أم كلثوم
أم كلثوم

كشف الكاتب والسيناريست أحمد مراد عن التفاعلات الأولى والنهائية التي رافقت عرض فيلمه الجديد "الست"، الذي تقوم ببطولته الفنانة منى زكي، ويتناول السيرة الفنية والإنسانية لأسطورة الغناء العربي أم كلثوم، مؤكدًا أن العمل خضع منذ اللحظة الأولى لمتابعة دقيقة وانتقادات مبكرة.

حكم إعدام غائب عن الذاكرة

ولفت "مراد"، إلى أن أم كلثوم كادت أن تدفع ثمن مواقفها الوطنية، بعدما صدر بحقها حكم بالإعدام شنقًا في إسرائيل، من محكمة الجنايات، عقب اتهامها بتحريض الشعوب العربية ضد السلطات الإسرائيلية.

كما أوضح "مراد"، أن إذاعة إسرائيل أعلنت حينها أن الحكم يعكس حجم الغضب الرسمي تجاه كوكب الشرق، خاصة بعد دورها المعنوي عقب حرب فلسطين عام 1948.

من الإعدام إلى البث اليومي

وفي السياق ذاته، أشار "مراد"، إلى أنه عقب توقيع اتفاقية الهدنة الدائمة بين مصر وإسرائيل في يوليو عام 1949 بمدينة رودس اليونانية، أعلن راديو إسرائيل إلغاء حكم الإعدام الصادر بحق أم كلثوم، وبدأ في بث أغانيها، واصفًا إياها في تلك المرحلة بأنها واحدة من أعظم المطربات، حيث خصصت الإذاعة ساعة كاملة يوم السبت، وهو يوم العطلة الرسمية في إسرائيل، لبث أغانيها.

وشدد "مراد"، على أنه لا يمكن إصدار حكم على أي عمل فني من خلال مشاهدة الإعلان الترويجي فقط دون متابعة الفيلم كاملًا، موضحًا أنه كان متفهمًا تمامًا للهجوم الأولي الذي تعرض له العمل، بل وسعيدًا به، نظرًا لما حمله من تشاؤم وترقب، قبل أن يكتشف الجمهور بعد العرض أن الفيلم جاء مختلفًا تمامًا عما كان متوقعًا.

غيرة مشروعة على كوكب الشرق

وفي سياق متصل، أوضح "مراد"، أن حالة الغيرة الشديدة على أم كلثوم كانت متوقعة، وهو ما جعل أي تفصيل يخصها محل تدقيق، معتبرًا أن هذا الشعور مفهوم ومقدر، كما تفهم مخاوف القلق التي ظهرت في البداية، مشيرًا إلى أن ردود الأفعال اللاحقة كانت صادقة وقوية، وأكدت أن التجربة وصلت إلى الجمهور بالشكل الذي كان يطمح إليه صناع العمل.

أما عن أصعب اللحظات أثناء كتابة السيناريو، أكد "مراد"، أن طبيعته المزاجية لا تسمح له بكتابة أي مشهد إلا إذا أحبه بصدق، مؤكدًا أن بعض المشاهد أثرت فيه كمشاهد قبل أن تؤثر فيه ككاتب.

ومن بين أبرز المشاهد، أشار "مراد"، إلى مشهد المواجهة بين أم كلثوم والملكة نازلي، موضحًا أنه يتضمن حوارين متوازيين؛ أحدهما خارجي ظاهر، والآخر داخلي يعكس صراعات نفسية ومشاعر معقدة.

تفاصيل إنسانية لا تنسى

كما أعرب "مراد"، عن إعجابه بعدد من المشاهد الأخرى، من بينها ظهور أحمد حلمي، الذي أضفى خفة ظل وضحكة جميلة داخل العمل، إلى جانب مشهد خطبة أم كلثوم الشهيرة أثناء جمع التبرعات، حين تقول: "آن الأوان الناس تعرف إحنا مين؟"، مؤكدًا أن هذا الجانب الإنساني لم يكن معروفًا لدى كثيرين، فضلًا عن مشاهد طفولتها على المسرح، بما تحمله من براءة البدايات وصدق المشاعر.

أما عن التعامل مع النجوم، وصف "مراد"، إدارة النجوم بأنها مهمة شديدة الصعوبة، إلا أن هذا العمل لم يشهد أي تعقيدات، حتى مع أصحاب الأدوار القصيرة.

كما أوضح "مراد"، أن جميع المشاركين، ومن بينهم نخبة من نجوم السينما المصرية، رحبوا بالفكرة فورًا، لأن الفيلم يتناول سيرة أم كلثوم ويرتبط بمصر، وهو ما منحهم شعورًا بالحماس والارتياح، مؤكدًا أنهم كانوا متعاونين للغاية، ولم يواجه فريق العمل أي مشكلات، كما لم يعتذر أي نجم عن المشاركة.

روسيا اليوم