اشتباكات دامية بين حماس وعائلة دغمش تعيد التوتر الداخلي في غزة

عناصر حماس
عناصر حماس

غزة/ البوابة 24- أمنية أبو الخير

شهدت مدينة غزة خلال الأيام الماضية مواجهات مسلحة عنيفة بين عناصر من حركة حماس وأفراد من عائلة دغمش، إحدى أكبر العائلات في القطاع والمتمركزة في حيي الصبرة وتل الهوا جنوب المدينة. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وسط تضارب في الروايات حول أسباب اندلاعها.

خلفية الأحداث

بدأ التوتر بعد مقتل اثنين من عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أحدهما نجل القيادي البارز عماد عقل، أمس الجمعة قرب المستشفى الميداني الأردني الذي كان قد أُخلي مع بدء العملية الإسرائيلية الأخيرة. روايات متباينة انتشرت حول الحادثة؛ إذ أفاد مقربون من عائلة دغمش أن خلافًا وقع عندما طلب عناصر القسام من أفراد العائلة إخلاء المستشفى الذي استخدموه كمأوى، ليتطور الأمر إلى إطلاق نار. في المقابل، تؤكد مصادر من حماس أن العنصرين أُعدما دون سبب.

تصاعد التوتر

طالبت حماس العائلة بتسليم المتورطين في قتل عناصرها، لكن وجهاء دغمش رفضوا ذلك، مما أدى إلى اندلاع مواجهات مسلحة مساء السبت. ورغم توقفها مؤقتًا بعد سقوط جرحى، عادت الاشتباكات لتستمر طوال الأحد وحتى فجر الاثنين، ثم تجددت بشكل متقطع خلال النهار. مصادر من حماس تحدثت عن مقتل ما لا يقل عن 20 من أفراد العائلة واعتقال العشرات، فيما أشارت إلى مقتل ستة من عناصرها خلال الهجوم، بينهم نجل القيادي باسم نعيم.

حصار ومواجهات

حتى ظهر الاثنين، كانت قوات حماس تحاصر منزلًا يعود لعائلة دغمش، حيث تحصن مسلحون أطلقوا النار وألقوا قنابل يدوية بين الحين والآخر. وأكدت الحركة أن مهمتها الرئيسة أنجزت، رغم استمرار بعض الاشتباكات.

خلال تغطيته للأحداث، قُتل الصحافي والمصور صالح الجعفراوي برصاص مسلحين من العائلة. وترددت أنباء غير مؤكدة عن اختطافه وإعدامه قبل إلقاء جثمانه في أحد شوارع المنطقة.

جذور الخلاف

الخلاف بين حماس وعائلة دغمش ليس جديدًا؛ إذ سبق أن اتهمت الحركة مختار العائلة بالخيانة وأعدمته خلال الحرب الحالية. كما قُتل خمسة من أفراد العائلة بعد مواجهات مع مسلحين من حماس استولوا خلالها على أسلحة. وتتهم حماس أفرادًا من العائلة بقتل 14 من عناصر القسام خلال الحرب والاستيلاء على أسلحتهم وقذائف الياسين 105، وهي روايات لم تؤكدها مصادر مستقلة.

تاريخ العلاقة

منذ سيطرة حماس على غزة عام 2007، خاضت الحركة مواجهات مع عدة عائلات مسلحة، بينها دغمش، قبل أن يتدخل وجهاء لاحتواء الأزمة. لكن الحرب الأخيرة أعادت إشعال الخلافات. العائلة تضم شخصيات بارزة في فصائل فلسطينية، بعضها تعاون سابقًا مع حماس. وقد اغتالت إسرائيل عددًا من قادتها خلال الحرب، بينهم قاسم زكريا دغمش، قائد حركة المقاومة الشعبية. كما برز اسم ممتاز دغمش، مؤسس تنظيم جيش الإسلام السلفي الجهادي، الذي شارك حماس في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، قبل أن يدخل في خلافات مع الحركة انتهت باتفاق لتسوية العلاقات. لاحقًا تراجع نفوذ تنظيمه مع انضمام عناصره إلى فصائل أخرى، بعضها ارتبط بداعش، قبل أن تقضي حماس على هذه المجموعات.

البوابة 24