شهد مستشفى كفر الشيخ في مصر واحدة من أكثر الحالات الطبية غرابة وتعقيدًا، بعدما نجح فريق طبي متخصص في إنقاذ سيدة ابتلعت 34 مسمارًا ظلت مستقرة داخل جهازها الهضمي لما يقرب من 45 يومًا دون اللجوء إلى أي تدخل جراحي مفتوح.
أعراض خطيرة تستدعي التدخل العاجل
وبحسب رواية الدكتور مازن درويش، رئيس وحدة المناظير وأمراض الجهاز الهضمي بالمستشفى، فقد وصلت المريضة وهي تعاني من آلام حادة في البطن إلى جانب نزيف دموي ملحوظ في البراز، ما دفع الفريق الطبي للتعامل مع الحالة باعتبارها طارئة وخطيرة تستوجب فحوصات فورية.
وأوضح درويش أن الفحوصات الأولية، والتي شملت الموجات فوق الصوتية والأشعة السينية، أظهرت وجود جسم معدني غير طبيعي داخل البطن، ومع استكمال الفحوص عبر الأشعة المقطعية تكشفت الصدمة الأكبر، حيث تبين وجود عدد كبير من المسامير مستقرة داخل تجويف المعدة.
استعداد للجراحة
وأشار رئيس وحدة المناظير إلى أن الفريق الطبي كان على أهبة الاستعداد للتدخل الجراحي في أي لحظة حال حدوث مضاعفات، إلا أنه تقرر في البداية خوض محاولة دقيقة لاستخراج المسامير باستخدام منظار المعدة لتجنب المخاطر المصاحبة للجراحة التقليدية.
ساعتان من الدقة تحت التخدير الكلي
وخضعت المريضة لعملية بالمنظار استمرت قرابة ساعتين تحت التخدير الكلي تخللتها مراحل دقيقة من الإمساك بالمسامير وسحبها واحدة تلو الأخرى، وسط حرص شديد على عدم إحداث أي ثقوب أو نزيف داخل المعدة.
نجاح كامل دون مضاعفات
وأسفرت العملية عن استخراج جميع المسامير بنجاح دون تسجيل أي مضاعفات خطيرة، في إنجاز طبي يعكس كفاءة الفريق المعالج ودقة استخدام تقنيات المناظير الحديثة، ويؤكد قدرة المنظومة الطبية على التعامل مع أكثر الحالات تعقيدًا دون اللجوء إلى الحلول الجراحية التقليدية.
