واصل الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، توسيع نطاق السيطرة في شمال قطاع غزة عبر عمليات عسكرية متسارعة مع تركيز واضح على مخيم جباليا، ووفق مصادر محلية فقد شملت العمليات تقدمًا للآليات العسكرية في الأجزاء الشمالية والشرقية من المخيم، حيث بدأت قوات الاحتلال عمليات تجريف واسعة للأراضي، وإزاحة ما يعرف بـ"الخط الأصفر" تحت غطاء ناري مكثف من الدبابات والمدفعية والمروحيات.
وأشارت المصادر إلى أن إطلاق النار لم يقتصر على مناطق التقدم فقط بل شمل المناطق المحيطة بـ"منطقة الهوجا" ومعسكر جباليا، مما منع السكان من الاقتراب أو العودة إلى منازلهم، وزاد من حالة الخوف والارتباك بين المدنيين.
تصعيد جنوبي في خان يونس
وفي خان يونس جنوب القطاع، فتحت المروحيات الإسرائيلية النار بكثافة على مناطق شرق المدينة، ضمن نطاق ما يعرف بـ"المنطقة الصفراء"، التي يسيطر عليها الجيش، بينما حاول السكان الوصول إلى منازلهم أو مواقعهم السابقة، لكن القصف المستمر وإطلاق النار المكثف حالت دون ذلك، مما يعكس استراتيجية الاحتلال في فرض السيطرة على مناطق استراتيجية ومنع الحركة المدنية في نطاق العمليات.
توسع القصف شرق قطاع غزة
إلى جانب ذلك، كثف الجيش الإسرائيلي عمليات القصف وإطلاق النار في مناطق شرق مخيم البريج والمغازي وسط القطاع، وأوضحت المصادر أن الجيش سبق وأن تقدم خلال الأيام القليلة الماضية في مناطق شرق مخيم المغازي، حيث نشر مكعبات صفراء في المناطق الحدودية بعد إزاحتها أكثر نحو الغرب كخطوة ضمن خطة لتعزيز النفوذ الميداني والسيطرة على أراضٍ إضافية.
ويظهر هذا التوسع العسكري تركيز إسرائيل على تثبيت الخطوط الحدودية للقطاع وإعادة توزيع القوات بما يضمن السيطرة الكاملة على المناطق الحيوية شمال وجنوب القطاع، وسط تحذيرات فلسطينية من تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة استمرار القصف والنشاط العسكري المكثف.
الوضع الإنساني والمخاوف المستقبلية
يستمر المدنيون في محاولات العودة إلى مناطقهم، إلا أن إطلاق النار المكثف والقصف المتواصل يجعل العودة شبه مستحيلة، مما يزيد من معاناة السكان ويضعهم تحت ضغط نفسي شديد، ويعكس هذا التحرك العسكري الإسرائيلي استراتيجية تعتمد على فرض النفوذ والسيطرة على الأرض تدريجيًا، وهو ما يزيد من تعقيد أي محاولات سياسية أو دبلوماسية لحل الأزمة في غزة ويجعل مستقبل المنطقة أكثر غموضًا وسط استمرار التصعيد.
