كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، أبلغ الوسطاء الإقليميين والدوليين بموعد الشروع في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، محددًا بداية التنفيذ مع مطلع شهر يناير المقبل، في خطوة تعكس رغبة واشنطن في تسريع الانتقال إلى ترتيبات ما بعد العمليات العسكرية.
تأكيد إسرائيلي رسمي
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى تأكيده أن ويتكوف أبلغ كلاً من الحكومة الإسرائيلية والوسطاء بأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة ستنطلق فعليًا في بداية يناير، مما يشير إلى وجود تفاهمات أولية حول الجدول الزمني رغم استمرار الخلافات حول تفاصيل جوهرية تتعلق بمضمون هذه المرحلة.
ملامح المرحلة الثانية من خطة ترامب
وبحسب ما أوردته القناة، فإن المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة تتضمن حزمة واسعة من الإجراءات السياسية والأمنية والإدارية، أبرزها تشكيل لجنة تكنوقراط مؤقتة لتولي إدارة شؤون القطاع، وفتح ملف إعادة الإعمار بإشراف دولي، إلى جانب الإعلان عن تشكيل ما يُعرف بـ"مجلس السلام".
كما تشمل الخطة إنشاء قوة دولية تتولى مهام أمنية محددة داخل القطاع مع تنفيذ انسحاب إضافي للقوات الإسرائيلية، فضلًا عن بند حساس يتعلق بنزع سلاح حركة حماس، والذي يُعد من أكثر النقاط إثارة للجدل والخلاف.
مخاوف إسرائيلية من ضغوط واشنطن
وفي هذا السياق، أبدت مصادر إسرائيلية قلقها من احتمال ممارسة إدارة ترامب ضغوطًا سياسية مكثفة للانتقال إلى المرحلة الثانية دون تحقيق مطلب نزع سلاح غزة بشكل كامل، وهو ما تعتبره تل أبيب خطًا أحمر في أي تسوية مستقبلية، وتخشى أن يؤدي تجاوزه إلى فرض واقع أمني لا يتماشى مع رؤيتها.
خلفية الاتفاق ومسار التنفيذ
ويعود اتفاق وقف إطلاق النار إلى التاسع من أكتوبر الماضي، حين توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى تفاهم يقضي بوقف الحرب على مرحلتين بوساطة مصر وقطر وتركيا، وبرعاية مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب استنادًا إلى خطة من 20 نقطة طرحها لإنهاء الحرب في القطاع.
وقد دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ بالفعل، غير أن مصادر فلسطينية تؤكد أن إسرائيل خرقت بنوده مئات المرات، خاصة تلك المتعلقة بالشق الإنساني وإدخال المساعدات، في حين التزمت حركة حماس بما تم الاتفاق عليه، وفق ما تعلنه الجهات المعنية في غزة.
حصيلة إنسانية ثقيلة
وأدى عدم التزام إسرائيل الكامل ببنود المرحلة الأولى، لا سيما ما يتعلق بوقف الاستهدافات وتسهيل دخول المساعدات إلى استشهاد أكثر من 400 مواطن فلسطيني بحسب بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول فرص نجاح المرحلة الثانية في ظل استمرار الخروقات والتوترات الميدانية.
