أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن وجود تعاون وتواصل دائم بين مصر وحركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، وذلك في إطار الترتيبات الجارية للمرحلة القادمة في قطاع غزة.
حصر السلاح تحت مظلة فلسطينية
وشدد "عبد العاطي"، على وجود تفاهمات بشأن حصر السلاح وتجميعه تحت مظلة فلسطينية جامعة وشاملة، موضحًا أن هذا التوجه يحظى بتوافق بين مختلف الفصائل الفلسطينية.
وأشار "عبد العاطي"، إلى طرح نموذج إيرلندا الشمالية كأحد النماذج المهمة في هذا السياق والمتعلقة بحصر السلاح.
السلام مع إسرائيل مرتبط بالقضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الإسرائيلية، شدد وزير الخارجية المصري، على أنها محكومة باتفاقية السلام، مع التزام مصر الكامل بها طالما التزم بها الطرف الآخر، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا يمكن عزل مسار هذه العلاقات عن تطورات القضية الفلسطينية وما تشهده من مستجدات.
وأوضح "عبد العاطي"، في تصريحات لقناة تلفزيونية مصرية، أن أي تقدم في الملف الفلسطيني، لا سيما تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ينعكس بشكل إيجابي على العلاقات الثنائية.
واعتبر "عبد العاطي"، أن معاهدة السلام أداة استقرار ثنائي وإقليمي ثابتة، لم يجرِ تعديلها إلا بموافقة الطرفين كما حدث سابقًا في ملف مكافحة الإرهاب.
التهجير خط أحمر مصري
وفي السياق ذاته، أكد "عبد العاطي"، أن تهجير الفلسطينيين يمثل خطًا أحمر حدده الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشددًا على أن مصر لن تكون طرفًا في أي ظلم يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وانتقد "عبد العاطي"، ما وصفه بالتلاعب بالألفاظ عبر الحديث عن "تهجير طوعي" من خلال جعل الحياة في غزة مستحيلة، معتبرًا أن ذلك "حق يراد به باطل".
كما نوه "عبد العاطي"، على الرفض المصري الكامل لأي تهجير قسري أو طوعي، رغم ما تلقته مصر سابقًا من عروض وصفها بالسخية للتراجع عن موقفها.
ثوابت لا تقبل المساومة
ولف "عبد العاطي"، إلى أن إسرائيل تدرك جيدًا ثوابت الموقف المصري من القضية الفلسطينية، قائلاً: "نقول لهم على طاولة المفاوضات لا يعني لا".
وضرب "عبد العاطي"، أمثلة واضحة على هذه الثوابت، من بينها رفض التهجير، والإصرار على فتح معبر رفح من الجانبين وليس من جانب واحد.
وأكد "عبد العاطي"، أن إسرائيل تتحمل مسؤولية قانونية كاملة، وأن ما يجري من تجويع وإطلاق نار على المدنيين يشكل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي.
مساعدات مصر لغزة بالأرقام
كما شدد "عبد العاطي"، على أن مصر لم تغلق معبر رفح يومًا واحدًا، موضحًا أن المشكلة الحقيقية تكمن في وجود الدبابات الإسرائيلية وتدمير الجانب الفلسطيني من المعبر، موضحًا وجود خمسة معابر أخرى بين إسرائيل وغزة لم يجرِ الحديث عنها.
وأشار "عبد العاطي"، إلى أن 72% من إجمالي المساعدات التي دخلت قطاع غزة كانت من مصر، في صورة تقاسم للقوت بين المصريين وأشقائهم الفلسطينيين.
وشدد "عبد العاطي"، على استمرار الجهود المصرية حتى التوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب في شرم الشيخ، مؤكدًا أن مصر دولة مؤسسات تحترم التزاماتها، وأن قرارات الحرب والسلام تخضع لإجراءات دستورية واضحة.
وأوضح "عبد العاطي"، أن القيادة المصرية فضّلت تكثيف التحركات الدبلوماسية بدلًا من الانزلاق إلى الحرب التي لن تؤدي سوى إلى مزيد من الدمار.
