آفاق سياسية جديدة تعيد للقضية الفلسطينية جذوتها، وتجعل من غزة رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه..!! (تقدير موقف)

صلاح أبو غالي
صلاح أبو غالي

آفاق سياسية جديدة تعيد للقضية الفلسطينية جذوتها، وتجعل من غزة رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه..!! (تقدير موقف)

بقلم الكاتب والباحث/ م. صلاح أبو غالي

 مع انقشاع غبار المعركة الأخيرة بغزةبتاريخ 21/5/2021، أصبحنا أمام مشهد جديد، وواقع جديد، حيث أثبتت المقاومة الفلسطينية للعالم أجمع، أن غزة أصبحت رقماً صعباً في المعادلة السياسية للمنطقة ولا يمكن تجاوزها، كيف لا وقد تلقَّت مصر الضُّوء الأخضر من أمريكا وبدعم صهيوني وعربي من أجل احتواء حماس، في مسعى لترسيخ هدنة طويلة الأمد بين المقاومة الفلسطينية ودولة الكيان الصهيوني، وإعادة ترميم وتعبيد الطَّريق أمام عباس ليكون للسُّلطة دور سياسي وموطيء قدم بغزة من جديد، خوفاً من ضياع ما تبقَّى من هيبتها بعد تعاظم الحاضنة الشعبية لحركة حماس، وما زيارة الوفود الأمنية المراتونية لغزة ورام الله وما سيتبعها قريباً جداً من زيارة لرئيس جهاز المخابرات المصرية "عباس كامل" لمناقشة عدَّة ملفات، وتقديم جملة تسهيلات لغزة من أجل تحقيق هذه الغاية:

🔴 تحمُّل مسؤولية ملف إعمار غزة والإشراف المصري عليه بتوفير مظلَّة دعم دولي للتَّمويل، وتوفير المواد الخام والشَّركات الهندسية لإتمام ذلك..

🔴 تسهيلات كبرى قد يشهدها معبر رفح في تحسين وتغيير آليات السَّفر، وتسهيلات على الكمائن المنتشرة على الطُّرق المؤدية من وإلى الأراضي المصرية..

🔴 المساهمة في تقديم بدائل للمواد والخدمات الأساسية التي يحتاجها قطاع غزة، خاصَّة في قطاع الوقود والطَّاقة الكهربائية والبنية التحتية..

🔴 فتح ملف الجُّنود الصهاينة الأسرى بيد حماس، ومحاولة البحث الجدِّي فيه بغية إعادة إحياؤه، ومحاولة التوصُّل لاتفاقيات تعمل على إنهاؤه..

🔴 يُعتقد أن مصر ستعيد فتح مكتب قنصليتها مرَّة أخرى في غزة بعد أن كانت قد أخلته نهاية ديسمبر 2020، ويأتي ذلك على ضوء الأحداث الأخيرة، وتغيُّر المعادلة السِّياسية بالمنطقة لصالح حركة حماس، وللمساهمة الجديِّة في إتمام وإنهاء المصالحة الفلسطينية، كَيْ تأخذ مصر دورها الرِّيادي والدُّبلوماسي في إدارة ملف غزة بما يتناسب مع الواقع الجَّديد..

⬇️ الخُلاصة: أمام التغيُّرات الدراماتيكية المتسارعة في المنطقة وارتداداتها السِّياسية في العالم، والتي تأثَّرت بنتائج المواجهة العسكرية الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية ودولة الكيان الصهيوني، الأمر الذي أدخل الكثير من دول المنطقة والعالم في نفق مظلم، لا يحسن الخلاص والخروج منه إلا باسترضاء غزة، الأمر الذي قد يدفع مصر لأن تعيد علاقتها بالكامل مع حركة حماس، لفتح آفاق سياسية جديدة تُرسِّخ لواقع سياسي جديد بالمنطقة، في خطوة متقدِّمة تدفع باتجاه انخراط حماس وفصائل المقاومة في منظَّمة التَّحرير، والقبول بتشكيل حكومة إئتلاف وطني، خاصَّة بعد تجميد الإنتخابات الفلسطينية، ومن أجل إنعاش عملية السلام وإعادة قطار المباحثات لمساره من جديد..

صلاح أبو غالي

البوابة 24