إسرائيل والسلام الوهمي 

قلم
قلم

بقلم:هادي الاحمد

يبدأ هذا المقال بسؤال محوري هام ماذا فعلت اسرائيل من ايجابيات واعمال محفزة لتقوية السلام مع العرب والمسلمين؟ هل ساهمت في حل مشاكل جيرانها العرب وتخفيف مصاعب الحياة عليهم؟ هل اعطت مقترحات طيبة تدل على حسن النية تجاه الامة العربية والاسلامية  ؟ 

  الاجابة هنا وبخاصة ما بعد احداث حي الشيخ جراح صارت واضحة وضوح الشمس في عز نهار صيفي ! لقد نطقها الاسرائيلي نفسه ولم ينب عنه احد لا نريد العرب وفلسطين كلها لنا !!! هذا هو الحال والواقع الذي تعيشه الامة العربية بما فيها الاخوة في فلسطين مع الكيان السارق اسرائيل ، فلا هي سكتت وتركت نعم الله تتوزع حسب مشيئته وارادته وانما سارت في خطط السادية والاجرام ، حيث وبالرغم من توقيع بعض الدول العربية لاتفاقيات ومعاهدات سلام موثقة معها الا انها لم تلتزم بشئ ولم توفي بعهد ابدا، مذابح وخطط اقصئية للمكون العربي كله استهدافات مباشرة او من تحت الطاولة بأساليب سرية .

واجه جيران اسرائيل تحديدا العديد من الازمات في حياتهم فهل ساهمت بحلها والتفريج عنهم ؟ الاجابة مرة اخرى بالنفي المؤكد لقد اثبتت الادلة والبراهين ان اسرائيل ذاتها لا تقيم وزنا لاي عربي ولا لمقدساته وشعائره الدينية، لان هدفها منذ ثبات قدمها في فلسطين هدف واحد لا يتغير ويتمثل بطرد الانسان الفلسطيني الطيب   من ارضه وبيته لاقامة مشورع الدولة الصهيونية الواحدة وهيكلها الخرافي ، ولعل ما يزيد من تأكيد هذه الحقيقة  قدرة اسرائيل على حل العديد من ازمات الامة العربية وبطرق متعددة الا انها ساهمت في زيادتها وشدة تأثيرها على الانسان العربي لتحقيق ذلك الهدف ،فلم تذكر السنين الماضية ايجابية اسرائيلية واحدة تجاه اي عربي او قضية عربية فدفتر الحساب الخاص بها مليئ بسلبياتها وشواهد نزعتها الصهيونية  نحو الاستحواذ والسيطرة وفرض الامر الواقع بالقوة والفتن والدسائس .

مما سبق ذكره يتبين ان معاهدات السلام مع اسرائيل ما هيي الا ابعاد لشرها وشرورها فقط   وليست معاهدات سلام وسلم بذاتها وحقيقتها، فكيف يتم السلام مع من يهدم المساجد والبيوت ويشرد الاطفال والنساء والشيوخ ؟ ويزيد على ذلك افقار الامة العربية ونهب ثرواتها وزيادة المشاكل الداخلية لها بشتى الطرق والوسائل ،والشواهد كثيرة بطالة باعداد هائلة  ومن تحت الطاولة منع اي مشروع عربي فيه الفائدة والمنفعة ليبقى العرب في خانة الاستهلاك والظعف العام وتبقى هي اسرائيل التي تفرض شروطها وقيودها الظالمة المتجبرة .

لقد نطقها الاسرائيلي صراحة وايدتها افعاله ما بعد حادثة الشيخ جراح تحديدا لا نريد العرب ولا نريد الاسلام النبيل فهل بعد ذلك امل بسلام فاعل بمعناه ودلالته ؟ هذا السؤال اليوم الى كل من بقي متعلقا بهذا المصطلح  مع اسرائيل  التي بان هدفها وتوضحت نيتها من هذه الاتفاقات والمعاهدات فهو لكسب الوقت للوصول في لحظة معينة الى بناء الهيكل والدولة الموعودة ؟ ويبقى السؤال ماذا سيفعل صاحب القرار العربي بعد انكشاف الوجه الاسرائيلي وبيان دوافعه بصورة واضحة لا تقبل الشك ولا التأويل ؟ سؤال ينتظر الاجابة ؟

البوابة 24